كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
"القاموس المحيط" وله كذلك "تفسير القرآن العظيم"، و"شرح البخاري".[1]
ذكر ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" أن الفيروزابادي كان عظيم الاعتقاد في ابن العربي وكان يحمل كلامه على المحامل الحسنة وقد طرّز شرحه للبخاري بكثير من كلامه.
ويقول الفيروزابادي في جوابه على سؤال رُفع إليه وهو: "ما تقول العلماء شدّ الله بهم أزر الدين وألمّ بهم شعث المسلمين في الشيخ محي الدين ابن العربي وفي كتبه المنسوبة إليه كالفتوحات والفصوص وغيرهما؛ هل تحل قراءتها وإقراؤها للناس أم لا؟ أفتونا مأجورين." فقال في جوابه رحمه الله:
الذي أقوله في حال المسؤول عنه وأعتقده وأدين الله سبحانه وتعالى به أنه كان شيخ الطريقة حالاً وعلماً وإمام الحقيقة حداً ورسماً ومحي رسوم المعارف فعلاً واسماً. إذا تغلغل فكر المرء في طرف من بحره غرقت فيه خواطره في عباب لا تدركه الدلاء وسحاب تتقاصر عنه الأنواء. وأما دعواته فإنها تخرق السبع الطباق وتفترق بركاته فتملأ الآفاق. وإني أصفه وهو يقيناً فوق ما وصفته وغالب ظني أني ما أنصفته:
|
وما علي إذا ما قلت معتقدي |
|
دع الجهول يظن الجهل عدوانا |
وأما كتبه فإنها البحار الزواخر، جواهرها لا يعرف لها أول من آخر، ما وضع الواضعون مثلها، وإنما خص الله بمعرفتها أهلها؛ فمن خواص كتبه إنه من لازم مطالعتها والنظر فيها انحل فهمه لحل المشكلات وفهم المعضلات. وهذا ما وصلت إليه طاقتي في مدحه والحمد لله رب العالمين.[2]
ثم فصّل في كلام طويل في الدفاع عن الشيخ محي الدين وتبيين عقيدته السليمة، وقد نقلت هذه الفتوى في العديد من كتب التاريخ.
عبد الرزاق القاشاني (القرن الثامن)
وفي القرن الثامن الهجري أيضاً برز عبد الرزاق الكاشاني أو القاشاني (توفي 735/1334)، وهو من محققي هذا القرن، قام بشرح فصوص الحكم وكان بينه وبين علاء الدولة السمناني مباحثات ومشاجرات في المسائل النظرية المطروحة من قبل الشيخ محي الدين، وكذلك كتب كتاباً في اصطلاحات الصوفية،
[1] لترجمة الفيروزأبادي انظر في "طبقات السبكي": ج3ص89-111، و"هدية العارفين": ج2ص181، و"الكنى والألقاب": ج3ص37، و"وفيات الأعيان": ج1ص29.
[2] وردت في كتاب "الاغتباط بمعالجة ابن الخيّاط"، تأليف شيخ الإسلام قاضي القضاة مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي الفيروزابادي الصديقي صاحب القاموس؛ منقولة عن المقرِّي في نفح الطيب: ج2ص176-178.