كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
ومن القراءات التي وصلت إلينا مدوّنة على أحد مخطوطات التجليات قراءة تمّت في دمشق في بيت المؤلف سنة 620 في الرابع عشر من محرم، ومصدق عليها من قبل المؤلف. وقد كان المسمع هو الشيخ محي الدين والقارئ هو أيوب بن بدر بن منصور، والسامعون هم حسين بن علي بن محمد النينوفاري، وأبو بكر بن محمد البلخي، ومحمد بن إسماعيل بن سودكين.[1]
أوحد الدين الكرماني (دمشق)
وكذلك من الذين كانوا مع الشيخ محي الدين في دمشق صاحبه المقرّب أوحد الدين الكرماني الذي ذكرناه في الفصل الخامس وكانا قد التقيا في قونية كما رأينا أعلاه. وكانت علاقة الكرماني بالشيخ محي الدين علاقة مودّة ومحبّة، وقد ذكر إسماعيل ابن سودكين في كتاب الوسائل أن الكرماني دخل مرة على الشيخ الأكبر فوجده مضطرباً وغير طبيعي، فسأله في ذلك فلما عرف أن السبب هو أن الشيخ محي الدين قد ترك بعض كتبه في ملطية أصرّ الشيخ أوحد الدين الكرماني أن يذهب بنفسه ويحضرها من هناك فذهب وأحضرها له.[2]
صدر الدين القونوي (دمشق)
ومن التلاميذ الذين لازموه في دمشق أيضاً تلميذه وربيبه محمد بن اسحق بن محمد بن يوسف الرومي المعروف باسم صدر الدين القونوي وهو كما ذكرنا من قبل ابن مجد الدين إسحق بن يوسف الرومي الذي صحب الشيخ محي الدين منذ أن تعرّف عليه في مكة سنة 600، فلما توفي مجد الدين سنة 617/1220 تولّى الشيخ الأكبر تربية ابنه محمد بالإضافة إلى رعاية الشيخ أوحد الدين الكرماني له وتربيته وتعليمه له.
ولا نعرف على وجه التحديد متى ولد الشيخ صدر الدين ولكن ذلك كان حوالي سنة 610، لكنه توفي بقونية سنة 672 أو 673، وهي نفس الفترة التي توفي فيها جلال الدين الرومي ونصير الدين الطوسي. وأوصى صدر الدين أن يحمل تابوته إلى دمشق ويدفن مع شيخه ابن العربي فلم يتهيّأ له ذلك.
ويعدّ القونوي من أحسن من شرح كتب الشيخ محي الدين وكان له الفضل في نشر علومه وخاصة في بلاد الروم وبلاد فارس، وكانت كتبه من الكتب التي تدرّس في القرون الستة الأخيرة. تخرّج من تحت يديه عشرات الصوفية الذي كان لهم أثر كبير في التاريخ الإسلامي، ومنهم جلال الدين الرومي صاحب كتاب "المثنوي" الشهير.
وسوف نذكر المزيد عن صدر الدين في الفصل السابع إنشاء الله تعالى.
[1] مؤلفات ابن عربي: ص232.
[2] كتاب الوسائل، ص27.