كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
من الرؤيا، رضي الله عنهم أجمعين.[1]
تأويل كلام القصرية (القاهرة، 603/1207)
وفي مصر أيضاً في هذه السنة يروي الشيخ محي الدين أن أحمد الحريري أخبره عن أبي عبد الله القرياقيّ أنه كان يمشي معه في مكان يقال له سويقة وردان وكان قد اشترى قصرية صغيرة لابنٍ صغيرٍ كان عنده ليبول فيها، فاجتمعوا في منزلٍ والقصرية عنده جديدة ومعهم رجال صالحون فأرادوا أكل شيء فطلبوا إداماً يأتدمون به، فاتفق رأيهم على أن يشتروا قطارة السكر فقالوا هذه القصرية ما مسّها قذر وهي جديدة على حالها فملؤوها قطارة وقعدوا يأكلون إلى أن فرغوا وانصرف الناس ومشى صاحب القصرية بها مع أبي العباس. قال أبو العباس فوالله لقد سمعت بأذني هذه وسمع معي الشيخ أبو عبد الله القرياقيّ القصرية وهي تقول: "بعد أن أكل فيّ أولياء الله أكون وعاء للقذر؟! والله لا كان ذلك." وانتفضت من يده وسقطت على الأرض فتكسّرت. قال أبو العباس فأخَذَنا من كلامها حال.
فلما روى أبو العباس هذه القصة للشيخ الأكبر قال له إنكم غبتم عن وجه موعظة القصرية لكم، فليس الأمر كما زعمتم، وكم من قصرية أكل فيها من هو خيرٌ منكم وبعد ذلك استُعملت في القذر، وإنما قالت لكم: "يا إخواني لا ينبغي لكم بعد أن جعل الله قلوبكم أوعية لمعرفته وتجليه أن تجعلوها وعاءً للأغيار وما نهاكم الله أن تكون قلوبكم وعاءً له"، ثم تكسرت؛ أي هكذا فكونوا مع الله. فقال له أبو العباس: ما جعلنا بالنا لما نبهتنا عليه.[2]
قراءة بعض الكتب (القاهرة، 19 شعبان 603)
وفي القاهرة قام الشيخ بإلقاء بعض الدروس قرأ فيها بعض كتبه على المريدين. فمن ذلك قراءة مدونة لكتاب روح القدس وقراءة أخرى لكتاب أيام الشأن.
فأما قراءة كتاب روح القدس فقد كان المسمع هو الشيخ نفسه وكان القارئ هو إسماعيل ابن سودكين النوري، وكان المستمعون عبد الله بدر الحبشي، عبد المنعم بن محمد بن يوسف الأنصاري، بن غانم القيس، محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، عبد الرحمن بن عباد بن عبد الحق التبريزي، قطب الدين بن سودكين النوري، يحيى الجبال.
قراءة كتاب أيام الشأن (القاهرة، 603/1207)
وأما قراءة أيام الشأن فقد تمت سنة 603 وكان القارئ إسماعيل بن سودكين أيضاً ولكن من غير المؤكد أين تم ذلك مع أنه من المرجح أن يكون في مصر لوجود أحمد بن أبي بكر التوجيبي الحريري
[1] محاضرة الأبرار: ص54.
[2] الفتوحات المكية: ج1ص410.