كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
كتاب يحوي على نصائح لمن يريد أن يسلك طريق الله. وتجدر الإشارة هنا إلى أن عثمان يحيى رحمه الله قد أخطأ في قوله أن هذا الكتاب قد صنّفه الشيخ محي الدين ابن العربي في القدس،[1] والحقيقة أنّه في دمشق كما هو واضح من مخطوطة ولي الدين رقم 51 وكذلك من مخطوطة بيازيد رقم 3750. وفي الحقيقة لقد كرّر المرحوم عثمان يحيى نفس الخطأ في العديد من الكتب الموجودة في مخطوطة ولي الدين وانطلى هذا الخطأ على العديد من المؤرخين الذين اعتمدوا على كتاب عثمان يحيى حول مؤلفات ابن العربي.
كتاب القطب والنقباء (دمشق 602/1206)
وكذلك يذكر عثمان يحيى كتاب "النقباء" (القطب والنقباء) أنه أيضاً أُلّف في القدس سنة 602،[2] ولكنّ ابن العربي ألّف هذا الكتاب أيضاً في دمشق. وقد طبع هذا الكتاب في مجموعة رسائل ابن عربي (مؤسسة الانتشار). وقد تكلّمنا عن مراتب الأولياء في الفصل الثاني، وهو غير كتاب منزل القطب (أو كتاب القطب والإمامين والمدلجين) الذي كتبه ابن العربي في مدينة فاس وتكلّمنا عنه في الفصل الثالث.
القدس للمرة الثانية (602/1206)
لا شكّ أن ابن العربي مرّ في مدينة القدس قبل أن يذهب إلى الخليل، لأنّه كان في دمشق في شهر جمادى الأولى وفي الخليل في شهر شوّال، فمن غير المستبعد أن يكون قد قضى فترة جيّدة فيما بينهما في القدس. ويذكر عثمان يحيى في تصنيفه أنّ ابن العربي قد ألف في القدس في هذه السنة كتاب الباء[3] الذي تكلم فيه عن سرّ هذا الحرف وعن معنى كون الباء أصلٌ في الوجود وهو قول أبي مدين رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الباء عليه مكتوبة، وقد تكلمنا عن هذا الموضوع بالتفصيل في بداية الفصل الثالث. وكذلك كتاب "إشارات القرآن في عالم الإنسان"، ويقول عثمان يحيى عن هذا الكتاب أنه عبارة عن تأملات في بعض المعاني الباطنية لبعض آيات القرآن الكريم، وربما يكون بمثابة ملحق لكتاب التنزلات الموصلية التي تكلمنا عنه أعلاه.[4] ولكن يبدو أنّ عثمان يحيى يعيد نفس الخطأ في تقريره أنّ الكتب التي وردت في مخطوطة ولي الدين رقم 51 قد كتبها الشيخ محي الدين في القدس، والحقيقة أنّ هذه الكتب قد نسخت في القدس ولكنّها قد تكون أُلّفت قبل ذلك.
[1] مؤلفات ابن عربي: ص582.
[2] مؤلفات ابن عربي: ص616.
[3] مؤلفات ابن عربي: ص317.
[4] مؤلفات ابن عربي: ص187-188.