كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
صحيحا وهو حب آل البيت، ولكنهم زادوا فمنهم، ولاسيما الشيعة الإمامية، من تعدى إلى بغض الصحابة وسبّهم، ومنهم من قدح في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي جبريل عليه السلام وفي الله جلّ جلاله.[1]
وفي ذلك ردّ واضح على من اتّهم الشيخ محي الدين بالتشيّع، وسوف يكون لنا عودة لهذا الموضوع في الفصل السابع والأخير إن شاء الله تعالى.
رجال الأيام/الجهات الستة (حرّان)
لقد ذكرنا من قبل أن الشيخ محي الدين التقى، روحيا، بالقطب أحمد السبتي ابن هارون الرشيد وهو يطوف حول الكعبة سنة 599، وذكرنا أن الشيخ محي الدين يعتبر السبتي، الذي سمّي كذلك لأنه كان يحترف يوم السبت ويعبد الله بقية الأسبوع، أنه من رجال العدد الذين يحفظ الله بهم الجهات الستة. وهؤلاء الرجال هجيرهم قول الله تعالى في سورة ق: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [38])).
ويذكر الشيخ محي الدين أيضاً أنه التقى برجل آخر من هذا الصنف وهو من أهل حرّان في شمال شرق سورية من أهل أرزن الروم وصحبه وكان هذا الشخص يعظّم الشيخ محي الدين ويراه كثيراً واجتمع به في دمشق وفي سيواس وفي مالطة (ملطية) وفي قيصرية، وخدمه مدّة. ويقول الشيخ محي الدين عنه أنه كان غنيّاً ذا مال كثير وكانت له والدة وكان بارّاً بها؛ اجتمع به في حرّان في خدمة والدته فيقول إنه ما رأى فيما رأى من يبرّ أمه مثله.[2]
الملك أبو بكر بن أيوب (ميافارقين)
وفي خلال تجوّله في الجزيرة السورية مرّ الشيخ محي الدين في ميافارقين التي كانت تحت إمرة السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر (596/1200-615/1218). ويبدو أنه كان له معه اختلاط مثل سلطان حلب الملك الظاهر كما رأينا.
وميافارقين هي مدينة آرامية من أهم مدن الجزيرة، تقع في الحوض الأعلى لنهر دجلة قرب آمد، وكانت أشهر مدن ديار بكر قبل الإسلام وبعده، واستمرت من أهم المراكز الحصينة حتى ما بعد القرن السابع الهجري. وهي تقع الآن في كردستان تركيا.
يروي الشيخ محي الدين في الباب الثامن وخمسين وخمسمائة في أثناء حديثه عن حضرات الأسماء الإلهية، ومنها حضرة البسط وهي للاسم الباسط، أنّ الله وفّق بعض الناس لوجود أفراح العباد على أيديهم، وأول درجة في ذلك من يضحك الناس بما يرضى الله أو بما لا رضا فيه ولا سخط وهو المباح.
[1] الفتوحات المكية: ج1ص288، ج3ص138.
[2] الفتوحات المكية: ج2ص15.