كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
بالأشواق إلى رؤيتهم، والذي اجتمع به منهم كان في شهر رجب وكان في هذه الحال التي ذكرناها.[1]
كشف حال الروافض من أهل الشيعة
فيقول الشيخ محي الدين أن بعض الرجبيين الذي يظهر الحال عليهم في شهر رجب يبقى يصحبهم في سائر السنة أمرٌ ما ممّا كان يكاشَف به في حاله في رجب، ومنهم من لا يبقى عليه شيء من ذلك، ثم يضيف أن الشخص الذي رآه في دنيسر كان قد أُبقي عليه كشف الروافض من أهل الشيعة في سائر السنة فكان يراهم خنازيراً؛ فيأتي الرجل المستور الذي لا يعرف منه هذا المذهب قط وهو في نفسه مؤمن به يدين به ربه، فإذا مرّ عليه يراه في صورة خنزير فيستدعيه ويقول له تُب إلى الله فإنك شيعي رافضي! فيبقى الآخر متعجباً من ذلك فإن تاب وصدق في توبته رآه إنساناً، وإن قال له بلسانه تبت وهو يُضمر مذهبه لا يزال يراه خنزيراً، فيقول له كذبت في قولك تبت. وإذا صدق يقول له صدقت. فيعرف ذلك الرجل صدقه قي كشفه فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضي.
ثم يضيف الشيخ محي الدين أنه لقد جرى مثل هذا مع رجلين عاقلين من أهل العدالة من الشافعية ما عُرف منهما قط التشيّع ولم يكونا من بيت التشيّع ولكن أدّاهما إليه نظرهما وكانا متمكّنين من عقولهما فلم يُظهرا ذلك وأصرّا عليه بينهما وبين الله، فكانا يعتقدان السوء في أبي بكر وعمر ويتغالون في عليّ. فلما مرّا بهذا الرجل ودخلا عليه أمر بإخراجهما من عنده فإن الله كشف له عن بواطنهما في صورة خنازير، وهي العلامة التي جعل الله له في أهل هذا المذهب، وكانا قد علما من نفوسهما أنّ أحداً من أهل الأرض ما اطلع على حالهما وكانا شاهدين عدلين مشهورين بالسنّة، فقالا له في ذلك فقال أراكما خنزيرين وهي علامة بيني وبين الله فيمن كان مذهبه هذا، فأضمَرا التوبة في نفوسهما فقال لهما إنكما الساعة قد رجعتما عن ذلك المذهب فإني أراكما إنسانين؛ فتعجبا من ذلك وتابا إلى الله.[2]
وقد ذكر الشيخ محي الدين قصة هذا الرجل في كتاب محاضرة الأبرار أيضاً وقال إنه كان بائع خضار وجزر ولكنه قال هناك أنه يرى الرافضة على شكل كلاب.[3]
ونقول أنه من الواضح من هذه الرواية أن الشيخ محي الدين رضي الله عنه، رغم حبّه في أهل البيت وموافقته لبعض عقائد الشيعة حول موضوع قرب عليّ كرّم الله وجهه من النبي صلّى الله عليه وسلّم وحول موضوع المهدي وفيما يخص الأئمة، ولكنّه لم يكن أبداً شيعيّا ولا يذكر الصحابة جميعهم إلا بالخير وخاصة أبا بكر رضي الله عنه وعمر الفاروق، وكذلك عثمان ذو النورين رضي الله عنه وعلي كرّم الله وجهه، ويعدّهم أنهم من الأقطاب.[4] ويقول أيضاً بشكل صريح في مكان آخر أن الشيطان ألقى إلى الشيعة أصلا
[1] الفتوحات المكية: ج2ص8.
[2] الفتوحات المكية: ج2ص8.
[3] محاضرة الأبرار: ج1ص418.
[4] الفتوحات المكية: ج2ص6.