
كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
![]() |
![]() |
سنة 560/1165
أنا المحيي لا أكني ولا أتبلّدُ[1] |
|
أنا العربيُّ الحاتميُّ محمّدُ |
الخلاصة
يرجع الشيخ الأكبر محمّد ابن العربي في نسبه إلى قبيلة طيء الشهيرة، والتي زاد من شهرتها ما عُرف عن حاتم الطائي من الكرم والجود والسخاء وحسن الخلق. تعود جذور هذه القبيلة إلى اليمن وكانت تتبنّى الديانة المسيحيّة والوثنيّة ولكنهم كانوا من أوائل الذين دخلوا في الإسلام؛ فكانوا من جنوده الذين ساهموا بشكل فعّال في نشره سواء في الحرب أو في السلم عن طريق نشر العلم والأدب والمعرفة التي برعوا فيها. فمع امتداد الفتوحات الإسلامية في شتى أنحاء الأرض انتشرت قبيلة طيء بفروعها الكثيرة وكان منهم آل العربي الذين استقرّوا في الأندلس مع بداية الفتوحات الإسلامية ومنهم كانت عائلة الشيخ الأكبر.
في المرحلة التي سبقت ولادة الشيخ محي الدين وخلال حياته في الأندلس توالى على هذه البلاد، ذات الطبيعة الخلابة والثروات الغنيّة، عدة مراحل من الحكم مثل دولة المرابطين ودولة الموحدين. وشهدت هذه المراحل حروباً كثيرةً سواء بين المسلمين والإسبان أو بين طوائف المسلمين المختلفة من عرب وبربر. وتميّزت المرحلة التي سبقت ولادة الشيخ بأنها شهدت نهاية دولة المرابطين خاصة مع وفاة ابن مردنيش صاحب مُرسية وتسليم أولاده السلطة للموحّدين ومن ثمّ انتقال عائلة ابن العربي من مرسية إلى إشبيلية عاصمة دولة الموحدين في الأندلس الذين دامت دولتهم فترةً ليست بالقصيرة وامتدت طوال حياة الشيخ ابن العربي في الأندلس ثم بدأت بالانهيار مع انتقاله بشكل نهائيّ نحو المشرق، ثمّ انهارت كليّاً بعد وفاته بقليل. وخلال هذه الفترة توالى عددٌ من ملوك الموحدين على حكم الأندلس والمغرب العربي وكلهم من أبناء عبد المؤمن بن علي القيسي الذي تولّى حكم الموحدين بعد ابن تومرت الذي كان له الفضل في تأسيس هذه الدولة التي استمرّت حوالي قرن من الزمن حفظت خلاله الأندلس من السقوط بأيدي النصارى.
[1] التبلّد أصله من الالتزام بالمكان ومنه البَلَد والبَلْدة وكذلك البَلادة، انظر القاموس المحيط للفيروزآبادي، باب الدال فصل الباء.
[2] الديوان: ص46. انظر آخر هذا الفصل لشرح هذه القصيدة.
![]() |
![]() |