كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
فاستولى ابنه سليمان الأول على إزنيق عام 470/1078 وبدأ حكمهم تحت وصاية السلاجقة الكبار أولاً إلى أن تمّ استقلالهم مع ظهور الدويلات الصليبية في المنطقة.
بلغت الدولة أوجها في عهد قلج أرسلان الثاني ثم قسمت المملكة بين أبناءه الإثني عشر سنة 589/1192 إلى أن أعاد غياث الدين كيخسرو توحيدها واستمرّت دولةً قويةً في عهد ولديه عزّ الدين كيكاؤس الذي تولى الحكم في 607/1211 واستمرّ حتى 615/1219 ثم علاء الدين كيقباذ الذي تولى بعده حتى 634/1237، ثم بدأت الدولة تتهاوى مع حروب المغول سنة 640/1243 وأخذت مناطق نفوذهم تتقلص حتى لم يتبقّ لهم إلا أنطاكية وما حولها.
الشيخ مجد الدين إسحق بن يوسف الرومي
في مكة التقى الشيخ محي الدين بالشيخ مجد الدين إسحق بن يوسف الذي سيكون له دور كبير في هذه المرحلة من حياة الشيخ الأكبر. والشيخ مجد الدين أصله من جنوب شرق الأناضول من مدينة اسمها ملطية سنذكرها بعد قليل. وقد لعب الشيخ مجد الدين دوراً مهمّاً في إنعاش الحياة الروحية في الإسلام في بغداد وغيرها حينما كان يعمل مساعداً للخليفة الناصر هناك وكان له الفضل هو وشهاب الدين السهروردي الذي سنأتي على ذكره في تخصيص أماكن للفقراء أصبحت تُعرف باسم "الفتوات" وهي التي أصبحت فيما بعد مكاناً يؤمّه الصوفية. وكذلك كان مجد الدين شخصاً مهماً في الدولة السلجوقية حيث حاول تطبيق تجربته في بغداد هناك وكان كذلك معلما لأبناء الأمراء والملوك السلجوقيين الذين كان منهم الأمير أبو الفتح غياث الدين كيخسرو الأول بن قلج أرسلان الثاني الذي تولى حكم الدولة السلجوقية سنة 589/1192 فأصبح أستاذه مجد الدين من رجاله المقربين. ولكن عندما انقلب ركن الدين القاهر سليمان شاه الثاني سنة 593/1196 على أخيه كيخسرو واستلم الحكم بدلاً عنه اضطر مجد الدين للهرب إلى دمشق لبضع سنوات ومن هناك ذهب إلى مكّة بقصد الحج حيث التقى بالشيخ محي الدين كما ذكرنا سنة 600/1204. بعد ذلك بقليل سنة 601/1205 استلم كيخسرو الحكم من جديد بعد الملك عزّ الدين قلج أرسلان الثالث بن سليمان شاه الثاني الذي لم يدم حكمه سوى سنة واحدة منذ تولاه بعد ركن الدين سليمان سنة 600/1204.
فبعد أن تولى كيخسرو الحكم من جديد أرسل للشيخ مجد الدين يدعوه إليه ليكون مستشارا له، وكان من الطبيعي أن يصطحب معه الشيخ محي الدين الذي أصبح من أعزّ أصدقائه.
ومن خلال المرجع الوحيد المتوفر الذي يتطرّق لسيرة الشيخ مجد الدين ابن إسحق، يذكر المؤرخ ابن بابي في "الأوامر العلائية في الأمور العلائية" أنه كان رجلاً لطيفاً ورحيماً وروحانياً ويصفه بأنه