كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
قم فبشّر عني مُجاور بيتي |
|
بأمانٍ ما عنده تخويف |
فسِرّ الحجر الأسود هو العنصر الأعظم، وهو عنصر شريف، ولا يعرف الشريف غير الشريف. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشيخ محي الدين ابن العربي يتكلّم كثيرا في كتبه عن هذا العنصر الأعظم ولكن من غير تصريح وهو لا يذكره بهذا الاسم إلا في بعض كتبه مثل كتاب عقلة المستوفز حيث يقول هناك إن العنصر الأعظم الشريف هو لكرة العالم كالنقطة والقلم لها كالمحيط واللوح ما بينهما، وفي كتاب مرآة العارفين يقول إن العنصر الأعظم هو حالة الرتق، وكما بيّنت الدكتورة سعاد الحكيم أن ابن العربي يعتبر أن الماء أحد أسماء هذا العنصر الأعظم وذلك من قوله تعالى في سورة الأنبياء: ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [30])).[2] وهناك أسماء أخرى منها "حقيقة الحقائق"، ويقول ابن العربي في عقلة المستوفز أن هذا العنصر هو أكمل موجود في العالم ولولا عهد الستر الذي أُخذ عليه في بيان حقيقته لبسط الكلام فيه وبيّن كيفيّة تعلّق كلّ ما سوى الله به.[3]
المحجة البيضاء (مكة، 600/1203)
وكذلك من الكتب المهمّة التي كتبها الشيخ محي الدين في مكة أيضاً في هذه السنة كتاب "المحجة البيضاء في الأحكام الشرعية"،[4] ويتحدث فيه عن أحكام الشريعة الإسلامية في الطهارة والصلاة وبقية العبادات، ويبدو أن الشيخ محي الدين قد ضمّن هذا الكتاب الكبير في الفتوحات المكية في الأبواب 68-72 وهي أبواب الأحكام الشرعية في أركان الإسلام، حيث يوضّح جميع الوجوه الفقهية لكل حكم وآراء الفقهاء بها ثم يرجّح أحدها أو بعضها ثم يبيّن اعتبار ذلك في الباطن.
الدرة الفاخرة (مكة، ربيع الأول 600/1203)
وكذلك من الكتب المهمة أيضاً كتاب "الدرة الفاخرة في ذكر من انتفعت بهم في طريق الآخرة"، وهو رسالة ألّفها الشيخ محي الدين في مكة سنة 600/1204 وأرسلها إلى صاحبه عبد العزيز
[1] الفتوحات المكية: ج1ص47.
[2] انظر المعجم الصوفي، الحكمة في حدود الكلمة: ص826-829.
[3] عقلة المستوفز: ص39.
[4] مؤلفات ابن عربي: ص546.