كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
ولا نعلم إن كان ذلك حدث قبل أن يغادر الشيخ محي الدين الطائف أم بعد ذلك حيث كان هناك في شهر جمادى الأولى كما ذكرنا أي قبل حلول الطاعون بشهر واحد، ولكن يبدو أنه كان قد غادرها لأنه يتحدث عن قدوم أهل الطائف إلى مكة في ذلك الوقت.
مشكاة الأنوار (مكة، 3 جمادى الآخر 599/1203)
وفي مكة، كونه كان يدرس الحديث مع الشيخ أبي شجاع وغيره، كتب الشيخ محي الدين كتاباً سماه "مشكاة الأنوار فيما روي عن الله من الأخبار" وجمع فيه بعض الأحاديث القدسية المروية عن جلال الله سبحانه وتعالى. وقد قسم الشيخ محي الدين هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام يتضمن الأول أربعين حديثا بسندٍ متّصل إلى النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، ويضم القسم الثاني أربعين حديثاً مرفوعاً إلى النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم من غير ذكر الأسانيد، وأما القسم الأخير فيضم واحداً وعشرين حديثاً مرسلا منسوبة إلى الله تعالى من دون ذكر السند.
طُبع هذا الكتاب مرات عديدة ويوجد منه مخطوطات عديدة منتشرة في مكتبات العالم، وله أسماء أخرى كثيرة منها "حديث الأربعين" و"الأحاديث القدسية" و"الرياض الفردوسية".[1]
مبشرة في معرفة المسجد الحرام (مكة 599/1203)
يذكر الشيخ محي الدين رضي الله عنه في كتاب المبشرات أنه رأى حين كان بمكة سنة تسع وتسعين وخمسمائة في النوم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فسأله أين حدُّ المسجد الحرام الذي تكون الصلاة فيه بمائة ألف، هل هو الحرم كلُّه أو هل هو المسجد المعروف وحده؟ فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لا أقول هو الحرم كله ولا أقول هو المسجد وحده! ولكني أقول: كلُّ موضعٍ في الحرم توقع الصلاة فيه فهو مسجد وهو في الحرم، فهو من المسجد الحرام والصلاة فيه بمائة ألف، هكذا هو عندنا.
لبس الخرقة القادرية (مكة، 599/1203)
وفي مكة أيضاً لبس الشيخ محي الدين الخرقة الصوفية مرّة أخرى، ولكن هذه المرة لم تكن خرقة الخضر وإنما الخرقة القادرية التي تُنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي توفي سنة 561/1165، بُعيد ولادة الشيخ محي الدين رضي الله عنهما.
ففي مكة سنة 599 لبس الشيخ محي الدين الخرقة القادرية من صاحبه يونس بن يحيى الهاشمي (توفي 608/1211) وهو الذي أخذ عنه الشيخ محي الدين عدداً كبيراً من الأحاديث والروايات التي
[1] مؤلفات ابن عربي: ص560-562.