كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
صحبتي سنة سبع وتسعين وخمسمائة وأوصلته إلى الديار المصرية ومات بها رحمه الله.[1]
تلمسان (597/1201)
لقد ذكرنا في الفصل الثاني قصة خاله يحيى بن يوجان (أو يغان) الذي كان ملك تلمسان ثم سلك طريق الزهد على إثر معاتبة جارحة من الشيخ الصوفي عبد الله التونسي، وقد ذكر الشيخ محي الدين هذه القصة في الفتوحات المكية وفي كتاب محاضرة الأبرار حيث يقول في آخر القصة أنه زار قبريهما (قبر خاله وقبر عبد الله التونسي) وكذلك قبر الشيخ أبي مدين بالعبّاد بظاهر تلمسان.[2] ولكن بما أن الشيخ أبا مدين قد توفي سنة 589 كما ذكرنا في الفصل الثالث، فقد تكون هذه الزيارة إلى تلمسان خلال سنة 589-590 أثناء ذهابه إلى تونس أو عودته منها أو قد تكون سنة 597 أثناء ذهابه من مراكش إلى تونس.
في بجاية (597/1201)
فلما شدّ الشيخ الأكبر وصاحبه محمد الحصّار رحالهما نحو المشرق مرّا بمدينة بُجَايَة (أو بِجَايَة) وهي مدينة في الجزائر على شاطئ البحر المتوسط بين مدينة الجزائر ومدينة جيجل، كما أنها عاصمة ولاية بجاية الآن. أسسها السلطان الزيري الناصر تحت اسم الناصرية في حدود سنة 457/1065، لكن رجع اسمها إلى الاسم البربري للمنطقة وهو "بكايث".
وفي بجاية التقى الشيخ محي الدين مع الشيخ أبي إسحاق القرطبي وكان من أصحاب الشيخ أبي مدين وكان من الموحدين، كما ذكره في روح القدس.[3]
وكذلك التقى الشيخ محي الدين ابن العربي في بجابة بالشيخ أبي زكريا يحيى بن حسن الحسني وكان من العلماء العاملين السادة صاحبَ زهدٍ وورعٍ ونصيحة؛ خلى به ابن العربي يوما عن إذنه فتبادلا الأسئلة فيقول ابن العربي في روح القدس أنه كان الغالب عليه الخوف وأخباره عجيبة في تقشفه وأكله. لقيه ابن العربي مراراً وقرأ عليه من بعض تآليفه.[4]
وفي بجاية كما ذكرنا أعلاه قام الشيخ محي الدين بإضافة قسم عضو القلب إلى كتابه مواقع النجوم.
نكاح النجوم والحروف (بجاية، شهر رمضان 597/1201)
وفي بجاية في هذه السنة رأى الشيخ الأكبر رؤيا عظيمة تدل على مدى العلم الذي سيمنحه له
[1] الفتوحات المكية: ج2ص436.
[2] محاضرة الأبرار: ج2ص68.
[3] روح القدس: ص81.
[4] روح القدس: ص82.