كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
المكنونات في الأسماء والدعوات، وكتاب المثلثات الواردة في القرآن،[1] وكتاب المسبعات الواردة في القرآن،[2] وكتاب المركز، وكتاب المصباح في الجمع بين الصحاح، وكتاب مطالع الأنوار الإلهيّة،[3] وكتاب مفتاح السعادة في معرفة المدخل إلى طريق الإرادة، وكتاب منهاج الارتقاء،[4] وكتاب المنتخب في مآثر العرب، وكتاب الميزان في حقيقة الإنسان، وكتاب النار.[5]
وللمزيد من المعلومات عن هذه الكتب يمكن مراجعة تصنيف عثمان يحيى لمؤلفات ابن العربي وكذلك الملحق الثاني الذي وضعناه آخر هذا الكتاب.
اعتزاله لأكثر من عام (من شهر شوال 595/1198 حتى 597/1200)
بعد ذلك يبدو أن الشيخ محي الدين ابن العربي قد قرر الاعتزال عن الناس لمدة وجيزة، ولكن ربما كان يصطحب معه صاحبه الدائم عبد الله بدر الحبشي الذي أصبح يرافقه كظله. لا نعرف كيف قضى الشيخ محي الدين هذه الفترة، ولكننا سنجده بعد أكثر من سنة في جنوب المغرب في مدينة سلا حيث سيلتقي بالخضر عليه السلام للمرة الثالثة.
وهناك أيضاً إشارات إلى أن الشيخ محي الدين كان في هذه الفترة في إشبيلية حيث
تذكر إحدى المخطوطات لكتاب مواقع النجوم أنه كتب منه نسخة هناك في شهر ربيع الأول
سنة 596.[6] وكما سنجد في الفصل القادم فمن شبه المؤكّد أن الشيخ محي الدين قد سافر
إلى جنوب المغرب عن طريق البحر المحيط وليس عن طريق الجزيرة الخضراء وسبتة كما كان
يفعل عادة. وهذا يعني أنه غادر الأندلس من الساحل الجنوبي الغربي ربما من منطقة
روطة التي اعتاد أن يقضي بها أياما في السياحة كما ذكرنا من قبل. فمن غير المستبعد
إذا أن يكون قد قضى معظم فترة عزلته في هذه الأماكن الساحلية والجبلية والتي قال
عنها من قبل أنها تعتبر مكانا مفضّلا لأهل الله من الزهّاد والفقراء كما التقى فيها
بالشيخ بن أشرف الرندي كما ذكرنا في آخر الفصل الثاني وأوّل هذا الفصل أعلاه.
[1] مؤلفات ابن عربي: ص542. وهو كتاب تفسير يشرح فيه الشيخ محي الدين بعض الآيات ذات التقسيم الثلاثي مثل قوله تعالى في سورة البقرة: ((... لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ... [68]))، وقوله في سورة الإسراء: ((... وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [110])).
[2] مؤلفات ابن عربي: ص 556. ويشرح هذا الكتاب الآيات التي ورد فيها العدد سبعة.
[3] مؤلفات ابن عربي: ص564. وقد ذكر هذا الكتاب في كتاب التدبيرات الإلهية، فلا شكّ أنّ ابن العربي قد ألّفه قبل سنة 586.
[4] مؤلفات ابن عربي: ص589. ويقول عنه الشيخ محي الدين في الفهرس أنه يحتوي على ثلاثة آلاف مقام مقسمة على ثلاثمائة باب كل باب عشر مقامات. ولكن عثمان يحيى يقول أنّ هذا الوصف لا ينطبق على المخطوطات المتوفرة عن هذا الكتاب والتي تبدو أنها مجرّد اختصار للباب الأول من الفتوحات المكية.
[5] مؤلفات ابن عربي: ص115-120.
[6] وذلك اعتمادا على معلومات غير منشورة زودنا بها مشكورا الدكتور ستيفين هرتنشتاين واستخلصها من مخطوطة بيازيد رقم 3750.