موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


هذا الكتاب بعد أن ذكر المواقف التي وقف بها والشيوخ الذين قابلهم خلال سنة 595 في الأندلس، قال: وهنا انتهى ما لقيت، ولا أزور أحدا بعدها ما بقيت. والسلام.[1]

الشيخ أبو محمد عبد الله بن إبراهيم المالقي (سبتة، 595/1198)

وفي سبتة التقى الشيخ الأكبر وصاحبه عبد الله الحبشي بالشيخ أبي محمد عبد الله بن إبراهيم المالقي المعروف بالقلفاط وهو صاحب أبي الربيع الكفيف وإبراهيم بن طريف الذي ذكرناه أعلاه. يقول عنه الشيخ محي الدين أنه كان يعمل على طريق الفتيان،[2] وظهرت عليه أحوال هذا المقام وبدت عليه أعلامه فما تراه يمشي قط إلا في حق غيره؛ لا يلتفت لنفسه ولا لحقها، وكان يذهب إلى الحكام في حوائج الناس، وكانت داره مباحة للفقراء. كان محافظا للشريعة والآداب، مشروح الصدر أكثر من إبراهيم بن طريف، حيث كان ابن طريف عنده جمود.

رفض دعوة السلطان (سبتة، 595/1198)

ويذكر الشيخ محي الدين قصة حصلت له في سبتة مع صاحبيه الشيخ عبد الله المالقي والشيخ إبراهيم ابن طريف وتدل هذه القصة بوضوح على اهتمام سلاطين الأندلس به كما أسلفنا في بداية الفصل الثاني رغم أنه هو لم يكن يأبه بهم بل وكان ينتقدهم بوضوح.

يذكر ابن العربي أنه كان بمدينة سبتة ومع ابن طريف وعبد الله المالقي، فكان أن وجّه له السلطان أبو العلاء طعاما مرتين ولم يكن هو حاضراً فأخذهما الفقراء الذين كانوا وصلوا إلى الموضع من أجل استقباله، أما خواص أصحابه فإنهم أحجموا عن أكل هذه الأعطية. ثم في الليلة الثانية وجّه إليهم السلطان كذلك مرتين فلم يقبل الشيخ محي الدين وكان بعض الفقراء قد أتوا إليهم بالقصد لمّا سمعوا أن السلطان يبعث إليهم. فأقام ابن العربي صلاة العشاء وصلى، فقال بعض الفقراء "لا صلاة بحضرة طعام" فلم يجبه الشيخ الأكبر، فغضب ذلك الشخص، فقال ابن العربي: "أنا لم أقبل ذلك الطعام ولا أرى أن آكله فإنه عندي حرام، ولا يمكن لي أن آمركم بأكله فإني أحب لكم ما أحب لنفسي." ثم بيّن لهم وجه الحرام فيه، ثم قال: "هذا طعام حاضر من استحلّه أكله ومن لم يستحلّه تركه"، ودخل إلى البيت الذي كان فيه وأدخل معه خواص أصحابه. فلما أصبح مشى ذلك الشخص ووشى بالشيخ الأكبر عند الوزراء بأنه يقول فيهم أنهم أهل حرام وغير ذلك. فاغتاظ الوزير وقال: "إن السيّد واللهِ هو الذي يتناول توجيه ذلك الطعام بنفسه وقام لذلك وقعد!" فوصلت المسألة إلى السلطان وكان عاقلا فقال: "نحن ما قصدنا إلا الخير وهو أعرف بحاله لا نُدخل عليه مضرّة ولا ما يسوؤه، ولم يُعر لهذه المسألة بالا.



[1] من "كتاب الكتب" ص5-10، الرسالة رقم 21 من الجزء الثاني من رسائل ابن العربي.

[2] يعرّف الشيخ محي الدين الفتى بأنه هو الذي يمشي في حق غيره. (الفتوحات المكية: ج1ص242، ج2ص234.)


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!