موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ولكنّه حتماً توقّف في الجزيرة الخضراء حيث التقى هنا بالشيخ أبي عبد الله القلفاط.

لقاؤه بأبي عبد الله القلفاط (الجزيرة الخضراء 590/1193)

وفي الجزيرة الخضراء التي تقع على الطرف الأندلسي من المضيق اجتمع بالشيخ أبي عبد الله القلفاط وكان بينهما مناظرة حول المفاضلة بين الغني الشاكر والفقير الصابر، كما رجّح بعض العارفين الفقر إلى الله على الغنى بالله. فقال له عبد الله أن أبا العباس بن العرّيف الصنهاجيّ سأله أصحابه مرّة فقال إن رجلين كان عند كل واحد منهما عشرة دنانير فتصدّق أحدهما من العشرة بدينار واحد وتصدق الآخر بتسعة دنانير من العشرة التي عنده، فأيهما أفضل؟ فقال الحاضرون أن الذي تصدق بالتسعة هو الأفضل. فقال الشيخ: بماذا فضلتموه؟ فقالوا له: لأنه تصدق بأكثر مما تصدق به صاحبه. فقال: حسنٌ، ولكن لم يصلكم روح المسألة وغاب عنكم. فقيل له: وما هو؟ فقال: فرضناهما على التساوي في المال، فالذي تصدّق بالأكثر كان دخوله إلى الفقر أكثر من صاحبه، ففُضّل بسبقه إلى جانب الفقر، وهذا لا ينكره من يعرف المقامات والأحوال، فإن القوم ما وقفوا مع الأجور وإنما وقفوا مع الحقائق والأحوال وما يعطيه الكشف وبهذا فُضّلوا على علماء الرسوم، ولو تصدق بالكل وبقي على أصله لا شيء له كان أعلى، فنقصه من الدرجة والذوق على قدر ما تمسك به.[1]

عودته إلى إشبيلية (إشبيلية، 590/1194)

ذكرنا في هذا الفصل أعلاه وفي نهاية الفصل الثاني أن الشيخ محي الدين قبل أن يقصد المجيء إلى تونس كان على موعد مع الشيخ ابن أشرف الرندي الذي التقاه في سواحل الأندلس الغربية، فلما نوى زيارة تونس أرسل له الشيخ الرندي يعتذر له ويقول له أنه سيلاقيه بعد عودته إن شاء الله تعالى.

فيقول الشيخ محي الدين أنه في يوم وصوله من هذه الرحلة أو ثاني يوم اجتمع به هذا الشيخ الرندي وبات معه في دار أبي عبد الله القسطيلي.[2]

رجال الغيب (إشبيلية، 590/1194)

ثم يقول الشيخ الأكبر أن أي واحد أو جماعة قلّت أو كثرت لا بدّ أن يكون معهم من رجال الغيب واحد عندما يتحدّثون فذلك الواحد ينقل أخبارهم في العالم ويجد ذلك الناس من نفوسهم في العالم حيث يجتمع جماعة في خلوة أو يحدّث الرجل نفسه بحديثٍ لا يعلم به إلا الله، فيخرج أو تخرج تلك الجماعة فتسمعه في الناس والناس يتحدثون به.



[1] الفتوحات المكية: ج1ص577.

[2] روح القدس: ص74.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!