كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
ويذكر الشيخ الأكبر رضي الله عنه أنه ما أنشد من هذه القطعة بيتا إلا وكأنه يسمعه ميتا، أي أنه كان فانيا عن نفسه ولا يتكلم بلسانه.
مقصورة ابن المثنى
وفي جامع تونس جلس الشيخ محي الدين مرة عند صلاة العصر شرقي الجامع قرب مكان يعرف بمقصورة ابن المثنى وقال بعض الأبيات من الشعر وهي:
مقصورة ابن المُثنّى |
|
أمسيت فيها مُعنّى |
ومع أنه لم يكتبها ولم يخبر بها أحدا، ولكنه سيتفاجأ أنه عندما سيعود إلى إشبيلية سيروي له بعض الناس ممن لا يعرفه نفس هذه الأبيات ويقول له إنها لابن العربي وقد كتبها في المكان والزمان المحدد نفسه.
الرجوع إلى الأندلس
ولكن إقامة الشيخ الأكبر الأولى هذه في تونس لم تكن طويلة لأنه رجع في السنة نفسها إلى الأندلس. وربما يكون سبب رجوعه هو علمه بأن أبوه كان مريضا وأن منيّته قد دنت، حيث سنجد أنه قد مات رحمه الله في نفس هذه السنة، وكذلك أمّه. لا نعلم إن كان أحد قد أخبره أو لأنه رأى ذلك في رؤيا أو نحوها، أو ربّما كان أبوه معه في تونس كما ذكرنا أعلاه.
وأثناء عودته من تونس لا بدّ أنه سلك الطريق الذي أتى منه حيث أنه من المحتمل أن يكون قد مرّ ببجاية وتلمسان رغم أنه لم يترك أيّ خبر عن ذلك ربّما لأنّه لم يتوقّف فيهما كثيرا، وكذلك في سبتة.
[1] الشادن هو الظبي.
[2] العِذَارُ من اللجام وهو ما سال على خد الفرس، وعِذَارُ الرجل: شعرُه النابت في موضع العِذَار. يقال: ما أَحْسَنَ عِذَارَه أَي خطَّ لحيته. وخَلَعَ العِذَارَ أَي الحياء؛ وهذا مثل للشابّ المُنْهَمِك في غَيِّه. لسان العرب (عذر).