كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
صلاة خلف إمام فما رأيت أحداً إلا صاعقاً فبعد حين أفاقوا فقلت ما شأنكم فقالوا أنت ما شأنك لقد صحت صيحة أثرت ما ترى في الجماعة فقلت والله ما عندي خبر أني صحت.[1]
وقد كتب الشيخ محي الدين كتاباً خاصّاً عن أرض الحقيقة،[2] وكذلك خصص لها الباب الثامن من الفتوحات المكية.
تبشيره بختم الولاية (تونس، 590/1194)
لقد ذكرنا من قبل أن رؤية الشيخ محي الدين لجميع الأنبياء والرسل في قرطبة ربما كانت أول بشارة له أنه سينال مرتبة خاتم الولاية، ولكن ذلك على الحقيقة كان تخمينا. أما البشارة الحقيقية الأولى فكانت هنا في تونس في هذه السنة سنة 590، وربما في نفس الوقت الذي دخل فيه الشيخ محي الدين ابن العربي إلى أرض الحقيقة، وهي أرض عبوديّته، ولكنّه لم يعرفها إلا بعد أربع سنوات في فاس. لم يذكر الشيخ الأكبر ذلك إلا بعد حوالي نصف قرن، في "الديوان الكبير"، وسوف نتكلم عن ذلك بعد قليل حينما نتكلم عن فترة وجود الشيخ محي الدين في مدينة فاس، ثم في الفصل الرابع حين وجوده في مكة المكرمة.
القرآن والسبع المثاني
وربما أيضاً كان بمناسبة دخوله لمنزل أرض الحقيقة أن تلفّظ الشيخ محي الدين بهذه الأبيات العظيمة:
أنا القرآن والسبع المثاني |
|
وروح الروح لا روح الأواني[3] |
[1] الفتوحات المكية: ج1ص173.
[2] مؤلفات ابن عربي: ص324.
[3] ربما يقصد بـ"روح الروح" روح القدس، أما "روح الأواني" فهي روح الجسد، والله أعلم.
[4] الفتوحات المكية: ج1ص9. وكذلك في كتاب الإسراء.