كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
وأحضر ذهنك في هذه المسألة فإنها لطيفة وقد قصدتك بها متحفا فإنها من أعظم التحف لأنها تعطيك من أسرار وضع الشرع من عند الله في عبيده علما كثيرا.[1]
وكذلك ينقل الشيخ محي الدين عن الشيخ عبد العزيز قوله حول قارئ القرآن الذي هو كلام الله أنه يقول: ما دام في بشريته فالكلام له من وراء حجاب ولكن إذا خرج عن بشريته ارتفع الحجاب، فيقول الشيخ محي الدين أن عبد العزيز قد أصاب في ذلك القول وأخطأ فأما إصابته فإثباته وتقريره للكلام من وراء الحجاب وإنه لم يجمع بينه وبين المشاهدة وأما خطؤه فقوله "ارتفع الحجاب" ولم يقيّد وإنما يقال ارتفع حجاب بشريته ولا شك أنه خلف حجاب بشريته.[2]
رسالة إلى أصحاب الشيخ عبد العزيز المهدوي
وفي تونس (أو ربّما بعدما عاد منها إلى الأندلس) كتب الشيخ محي الدين ابن العربي رسالة إلى أصحاب الشيخ عبد العزيز يحاورهم فيها عن الفرق بين الماهيّة والهويّة. ويشار إلى أنّ هذه الرسالة هي نفسها الرسالة التي تحمل اسم رسالة ابن العربي إلى ابن عمّه أبي عليّ بن عبد الله بن محمد ابن العربي.[3]
العالم أحمد بن داود الملفاوي
وفي بيت عبد العزيز المهدوي التقى الشيخ الأكبر بالعالم أبي العباس أحمد بن داود بن علي بن ثابت بن منصور الحريري الملفاوي الذي روى له رؤيا تشير إلى أهمية العمل في علم الحديث؛ يقول أبو عباس:
كان لي اعتقاد كبير في الإمام أبي حنيفة لحسن رأيه وجودة ذهنه وكنت أميل إليه من دون الأئمة، فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النوم فلم يكلمني وهبت أن أساله وكان أبو بكر خلفه، فقلت يا أبا بكر: كيف مراتب الأئمة عندكم؟ فقال: اللاحق بنا أحمد بن حنبل، ثم الشافعي، ثم مالك، ثم أبو حنيفة. قال أبو العباس: فتعجبت وعلمت أن النجاة في متابعة الحديث.[4]
كتاب خلع النعلين
وفي تونس في هذه السنة سنة تسعين وخمسمائة لا بدّ أن الشيخ محي الدين قرأ كتاب خلع النعلين للإمام أبي القاسم ابن قسي على ابن المؤلف الذي أجازه برواية هذا الكتاب فكتب الشيخ الأكبر شرحا له توجد منه مخطوطة في إستانبول.
[1] روح القدس: ص45.
[2] الفتوحات المكية: ج2ص602.
[3] مؤلفات ابن عربي: ص321-322، 325-326.
[4] رسالة المبشرات، مخطوطة بيازيد 1686.