«فليعبدوا» تعلق به لإيلاف والفاء زائدة «رب هذا البيت».
إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
[ الإنسان إذا أكل الطعام حتى يشبع فذلك ليس بغذاء ]
اعلم أن الإنسان إذا أكل الطعام حتى يشبع فذلك ليس بغذاء ، ولا بأكل على الحقيقة ، وإنما هو كالجابي الجامع للمال في خزانته ، والمعدة خزانة لما جمعه هذا الآكل من الأطعمة والأشربة ، فإذا جعل فيها أعني في خزانة معدته ما اختزنه فيها ورفع يده ،
حينئذ تتولاه الطبيعة بالتدبير ، وينتقل ذلك الطعام من حال إلى حال ،
ويغذيه بها في كل نفس يخرج عنه دائما ، فهو لا يزال في غذاء دائم ، ولولا ذلك لبطلت الحكمة في ترتيب نشأة كل متغذ ، واللّه حكيم فإذا خلت الخزانة حرك الطبع الجابي إلى تحصيل ما يملؤها به ، فلا يزال الأمر هكذا دائما أبدا ،
قال صلّى اللّه عليه وسلّم [ الجوع بئس الضجيع ]
وكان صلّى اللّه عليه وسلّم يتعوذ من الجوع ، وهو الجوع الذي يؤثر خبل.
(107) سورة الماعون مكيّة
------------
(4) الفتوحات ج 3 /
81 - ج 2 /
188 ، 187
ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال : ( فليعبدوا رب هذا البيت ) أي : فليوحدوه بالعبادة ، كما جعل لهم حرما آمنا وبيتا محرما ، كما قال تعالى : ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين ) [ النمل : 91 ]
أمرهم الله تعالى بعبادته وتوحيده، لأجل إيلافهم رحلتين. ودخلت الفاء لأجل ما في الكلام من معنى الشرط، لأن المعنى : إما لا فليعبدوه لإيلافهم؛ على معنى أن نعم الله تعالى عليهم لا تحصى، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه، فليعبدوه لشأن هذه الواحدة، التي هي نعمة ظاهرة. والبيت : الكعبة. وفي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان : أحدهما لأنه كانت لهم أوثان فيميز نفسه عنها. الثاني : لأنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب، فذكر لهم ذلك، تذكيرا لنعمته. وقيل {فليعبدوا رب هذا البيت} أي ليألفوا عبادة رب الكعبة، كما كانوا يألفون الرحلتين. قال عكرمة : كانت قريش قد ألفوا رحلة إلى بصرى ورحلة إلى اليمن، فقيل لهم { فليعبدا رب هذا البيت} أي يقيموا بمكة. رحلة الشتاء، إلى اليمن، والصيف : إلى الشام.
فليشكروا، وليعبدوا رب هذا البيت -وهو الكعبة- الذي شرفوا به، وليوحدوه ويخلصوا له العبادة.
فأهلك الله من أرادهم بسوء، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى احترموهم، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا، ولهذا أمرهم الله بالشكر، فقال: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ } أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة.
وأمرهم بعبادة رب البيت فقال: "فليعبدوا رب هذا البيت"، أي الكعبة.
(فَلْيَعْبُدُوا) الفاء الفصيحة ومضارع مجزوم باللام والواو فاعله.
(رَبَّ هذَا) مفعول به مضاف إلى اسم الإشارة.
(الْبَيْتِ) بدل من اسم الإشارة والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.
Traslation and Transliteration:
FalyaAAbudoo rabba hatha albayti
So let them worship the Lord of this House,
Artık kulluk edin bu evin Rabbine.
Qu'ils adorent donc le Seigneur de cette Maison [la Ka'ba],
so sollen sie Dem HERRN dieses Hauses dienen,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة قريش (Quraish - Quraysh) |
ترتيبها |
106 |
عدد آياتها |
4 |
عدد كلماتها |
17 |
عدد حروفها |
73 |
معنى اسمها |
(الْقَرْشُ): الْكَسْبُ وَالْجَمْعُ، وَبِهِ سُمِّيَتْ قَبِيلَةُ قُرَيشٍ |
سبب تسميتها |
لِأَنَّ السُّورَةَ كُلَّهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ قَبِيلَةِ (قُرَيشٍ)؛ فَسُمِّيَتْ بِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (قُرَيشٍ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿لإِيلافِ قُرَيْشٍ﴾ |
مقاصدها |
إِظْهَارُ نِعْمَةِ الْأَمْنِ وَالرِّزْقِ عَلَى قَبِيلَةِ قُرَيشٍ، وَكُلِّ مَنْ سَكَنَ الْبَيتَ الْحَرَامِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
مِنَ الْنَّظَائِرِ الَّتِي تَعَلَّمَهَا الصَّحَابَةُ y فِي الصَّلاةِ، فَعَنِ الْمَعْرُورِ بنِ سُوَيدٍ رضي الله عنه قال: «خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه فِي حَجَّةٍ حَجَّهَا، فَقَرَأَ بِنَا فِي الْفَجْرِ: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ﴾ و ﴿لإِيلافِ قُرَيْشٍ﴾. (أَثَرٌ صَحِيحٌ، تَحْذِيرُ الْمَسَاجِدِ لِلْأَلْبَانِيِّ) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (قُرَيْشٍ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الفِيلِ):السُّوَرَتَانِ مَوْضُوْعُهُمَا وَاحِدٌ عَنْ نِعْمَتَيِ الرِّزْقِ وِالْأَمْنِ |