«وقالوا لو كنا نسمع» أي سماع تفهم «أو نعقل» أي عقل تفكر «ما كنا في أصحاب السعير».
أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)
"أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ " وهو الذي سقط على وجهه في النار من الصراط وهو من الموحدين «أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» .
------------
(22) الفتوحات ج 3 /
319
فقالوا : ( لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) أي : لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو نسمع ما أنزله الله من الحق ، لما كنا على ما كنا عليه من الكفر بالله والاغترار به ، ولكن لم يكن لنا فهم نعي به ما جاءت به الرسل ، ولا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم ،
قوله تعالى {تكاد تميز من الغيظ} يعني تتقطع وينفصل بعضها من بعض؛ قاله سعيد بن جبير. وقال ابن عباس والضحاك وابن زيد : تتفرق. {من الغيظ} من شدة الغيظ على أعداء الله تعالى. وقيل {من الغيظ} من الغليان. وأصل {تميز} تتميز. {كلما ألقي فيها فوج} أي جماعة من الكفار. {سألهم خزنتها} على جهة التوبيخ والتقريع {ألم يأتكم نذير} أي رسول في الدنيا ينذركم هذا اليوم حتى تحذروا. قوله تعالى {قالوا بلى قد جاءنا نذير} أنذرنا وخوفنا. {فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء} أي على ألسنتكم. {إن أنتم} يا معشر الرسل. {إلا في ضلال كبير} اعترفوا بتكذيب الرسل، ثم اعترفوا بجهلهم فقالوا وهم في النار {لو كنا نسمع} من النذر - يعني الرسل - ما جاءوا به {أو نعقل} عنهم. قال ابن عباس : لو كنا نسمع الهدى أو نعقله، أو لو كنا نسمع سماع من يعي ويفكر، أو نعقل عقل من يميز وينظر. ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئا. وقد مضى في الطور بيانه والحمد لله. {ما كنا في أصحاب السعير} يعني ما كنا من أهل النار. وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقد ندم الفاجر يوم القيامة قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فقال الله تعالى فاعترفوا بذنبهم) أي بتكذيبهم الرسل. والذنب هاهنا بمعنى الجمع؛ لأن فيه معنى الفعل. يقال : خرج عطاء الناس أي أعطيتهم. {فسحقا لأصحاب السعير} أي فبعدا لهم من رحمة الله. وقال سعيد بن جبير وأبو صالح : هو واد في جهنم يقال له السحق. وقرأ الكسائي وأبو جعفر {فسحقا} بضم الحاء، ورويت عن علي. الباقون بإسكانها، وهما لغتان مثل السحت والرعب. الزجاج : وهو منصوب على المصدر؛ أي أسحقهم الله سحقا؛ أي باعدهم بعدا. قال امرؤ القيس : يجول بأطراف البلاد مغربا ** وتسحقه ريح الصبا كل مسحق وقال أبو علي : القياس إسحاقا؛ فجاء المصدر على الحذف؛ كما قيل : وإن أهلك فذلك كان قدري أي تقديري. وقيل : إن قوله تعالى {إن أنتم إلا في ضلال كبير} من قول خزنة جهنم لأهلها.
وقالوا معترفين: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق، أو نفكر فيما نُدْعى إليه، ما كنا في عداد أهل النار.
{ وَقَالُوا } معترفين بعدم أهليتهم للهدى والرشاد: { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } فنفوا عن أنفسهم طرق الهدى، وهي السمع لما أنزل الله، وجاءت به الرسل، والعقل الذي ينفع صاحبه، ويوقفه على حقائق الأشياء، وإيثار الخير، والانزجار عن كل ما عاقبته ذميمة، فلا سمع [لهم] ولا عقل، وهذا بخلاف أهل اليقين والعرفان، وأرباب الصدق والإيمان، فإنهم أيدوا إيمانهم بالأدلة السمعية، فسمعوا ما جاء من عند الله، وجاء به رسول الله، علمًا ومعرفة وعملًا.
والأدلة العقلية: المعرفة للهدى من الضلال، والحسن من القبيح، والخير من الشر، وهم -في الإيمان- بحسب ما من الله عليهم به من الاقتداء بالمعقول والمنقول، فسبحان من يختص بفضله من يشاء، ويمن على من يشاء من عباده، ويخذل من لا يصلح للخير.
( وقالوا لو كنا نسمع ) من الرسل ما جاءونا به ( أو نعقل ) منهم . وقال ابن عباس : لو كنا نسمع الهدى أو نعقله فنعمل به ( ما كنا في أصحاب السعير ) قال الزجاج : لو كنا نسمع سمع من يعي ويتفكر أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا من أهل النار .
(وَقالُوا) ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها (لَوْ) شرطية غير جازمة (كُنَّا نَسْمَعُ) كان واسمها ومضارع فاعله مستتر والجملة خبر كنا وجملة كنا.. ابتدائية لا محل لها (أَوْ) عاطفة (نَعْقِلُ) معطوف على نسمع (ما) نافية (كُنَّا) كان واسمها (فِي أَصْحابِ) خبر كنا (السَّعِيرِ) مضاف إليه وجملة ما كنا.،. جواب الشرط لا محل لها. وجملة لووما بعدها مقول القول.
Traslation and Transliteration:
Waqaloo law kunna nasmaAAu aw naAAqilu ma kunna fee ashabi alssaAAeeri
And they say: Had we been wont to listen or have sense, we had not been among the dwellers in the flames.
Ve eğer derler, duysaydık, yahut akıl etseydik yakıp kavuran cehennem ehli olmazdık.
Et ils dirent: «Si nous avions écouté ou raisonné, nous ne serions pas parmi les gens de la Fournaise».
Und sie sagten: "Hätten wir doch zugehört oder uns besonnen, würden wir nicht unter den Weggenossen der Gluthitze sein."
|
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الملك (Al-Mulk - The Sovereignty) |
ترتيبها |
67 |
عدد آياتها |
30 |
عدد كلماتها |
337 |
عدد حروفها |
1316 |
معنى اسمها |
المُلْكُ: مَا يُمْلَكُ وَيُتَصَرَّفُ فِيهِ، وَالمُرَادُ (بِالمُلْكِ): مُلْكُ اللهِ تَعَالَى لِكُلِّ شَيءٍ |
سبب تسميتها |
لأنَّ السُّورَةَ كُلَّهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ دَلائِلِ مُلْكِ اللهِ تَعَالَى؛ فَسُمِّيَتْ بِهِ |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْمُلْكِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ (تَبَارَكَ)، وَوُصِفَتْ بِـ(الْمُنْجِيَةِ) وَ(الْمُجَادِلَةِ) |
مقاصدها |
بَيَانُ مُلْكِ اللهِ تَعَالَى الْفَرِيدِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ فِي خَلْقِهِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
مُنْجِيَةٌ مِن عَذَابِ القَبْرِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ سُورَةً فِي القُرْآنِ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَه: ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ ...١﴾». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ ابنُ مَاجَة).
تُستَحَبُّ قِراءَتُهَا كُلَّ لَيلَةٍ قَبلَ النَّومِ، فعَنْ جَابِـرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ «كَانَ لاَ يَنَامُ حَتَى يَقرَأَ: ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ السَّجْدَةَ وَ ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ ...١﴾». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَحْمَد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (المُلْكِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى، فَافتُتِحَتْ بِأَوَّلِ أَدِلَّةِ الْقُدْرَةِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ ...٢﴾، وَخُتِمَتْ بِأَهَمِّ مُقَوِّمَاتِ الْحَيَاةِ فَقَالَ: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ ٣٠﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (المُلْكِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (التَّحْرِيمِ): خُتِمَتِ (التَّحْرِيمُ) بِذِكْرِ صِنْفَينِ مِمَّنْ آمَنَ وَكَفَرَ، وَافْتُتِحَتِ (الْمُلْكُ) بِاخْتِبَارِهِمَا؛ فَقَالَ: ﴿أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ ...٢﴾. |