«خلق السماوات بغير عمَدٍ ترونها» أي العمد جمع عماد وهو الاسطوانة، وهو صادق بأن لا عمد أصلا «وألقى في الأرض رواسي» جبالا مرتفعة لـ «أن» لا «تميد» تتحرك «بكم وبثَّ فيها من كل دابة وأنزلنا» فيه التفات عن الغيبة «من السماء ماءً فأنبتنا فيها من كل زوجٍ كريمٍ» صنف حسن.
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
قوله تعالى: " وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ» فإنه الخالق ما فيها وهو قوله تعالى (يَعْلَمُ السِّرَّ)
* فإنالسرالنكاح .
(32) سورة السّجدة مكيّة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
------------
(34) الفتوحات ج 2 /
412
يبين سبحانه بهذا قدرته العظيمة على خلق السماوات والأرض ، وما فيهما وما بينهما ، فقال : ( خلق السماوات بغير عمد ) ، قال الحسن وقتادة : ليس لها عمد مرئية ولا غير مرئية .
وقال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد : لها عمد لا ترونها . وقد تقدم تقرير هذه المسألة في أول سورة " الرعد " بما أغنى عن إعادته .
( وألقى في الأرض رواسي ) يعني : الجبال أرست الأرض وثقلتها لئلا تضطرب بأهلها على وجه الماء; ولهذا قال : ( أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة ) أي : وذرأ فيها من أصناف الحيوانات مما لا يعلم عدد أشكالها وألوانها إلا الذي خلقها .
ولما قرر أنه الخالق نبه على أنه الرازق بقوله تعالى ( وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) أي : من كل زوج من النبات كريم ، أي : حسن المنظر .
وقال الشعبي : والناس - أيضا - من نبات الأرض ، فمن دخل الجنة فهو كريم ، ومن دخل النار فهو لئيم .
قوله تعالى: {خلق السماوات بغير عمد ترونها} تكون {ترونها} في موضع خفض على النعت لـ {عمد} فيمكن أن يكون ثم عمد ولكن لا ترى. ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من {السماوات} ولا عمد ثم البتة. النحاس : وسمعت علي بن سليمان يقول : الأولى أن يكون مستأنفا، ولا عمد ثم؛ قاله مكي. ويكون {بغير عمد} التمام. وقد مضى في "الرعد" الكلام في هذه الآية. {وألقى في الأرض رواسي} أي جبالا ثوابت. {أن تميد بكم} في موضع نصب؛ أي كراهية أن تميد. والكوفيون يقدرونه بمعنى لئلا تميد. {وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم} عن ابن عباس : من كل لون حسن. وتأوله الشعبي على الناس؛ لأنهم مخلوقون من الأرض؛ قال : من كان منهم يصير إلى الجنة فهو الكريم، ومن كان منهم يصير إلى النار فهو اللئيم. وقد تأول غيره أن النطفة مخلوقة من تراب، وظاهر القرآن يدل على ذلك. قوله تعالى: {هذا خلق الله} مبتدأ وخبر. والخلق بمعنى المخلوق؛ أي هذا الذي ذكرته مما تعاينون {خلق الله} أي مخلوق الله، أي خلقها من غير شريك. {فأروني} معاشر المشركين {ماذا خلق الذين من دونه} يعني الأصنام. {بل الظالمون} أي المشركون {في ضلال مبين} أي خسران ظاهر. {وما} استفهام في موضع رفع بالابتداء وخبره "ذا" وذا بمعنى الذي. و"خلق" واقع على هاء محذوفة؛ تقديره فأروني أي شيء خلق الذين من دونه؛ والجملة في موضع نصب بـ {أروني} وتضمر الهاء مع {خلق} تعود على الذين؛ أي فأروني الأشياء التي خلقها الذين من دونه. وعلى هذا القول تقول : ماذا تعلمت، أنحو أم شعر. ويجوز أن تكون {ما} في موضع نصب بـ {أروني} و{ذا} زائد؛ وعلى هذا القول يقول : ماذا تعلمت، أنحوا أم شعرا.
خلق الله السموات، ورفعها بغير عمد كما تشاهدونها، وألقى في الأرض جبالا ثابتة؛ لئلا تضطرب وتتحرك فتفسد حياتكم، ونشر في الأرض مختلف أنواع الدواب، وأنزلنا من السحاب مطرًا، فأنبتنا به من الأرض من كل زوج بهيج نافع حسن المنظر.
يتلو تعالى على عباده، آثارا من آثار قدرته، وبدائع من بدائع حكمته، ونعما من آثار رحمته، فقال: { خَلْقِ السَّمَاوَاتِ } السبع على عظمها، وسعتها، وكثافتها، وارتفاعها الهائل. { بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } أي: ليس لها عمد، ولو كان لها عمد لرئيت، وإنما استقرت واستمسكت، بقدرة اللّه تعالى.
{ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ } أي: جبالا عظيمة، ركزها في أرجائها وأنحائها، لئلا { تَمِيدَ بِكُمْ } فلولا الجبال الراسيات لمادت الأرض، ولما استقرت بساكنيها.
{ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ } أي: نشر في الأرض الواسعة، من جميع أصناف الدواب، التي هي مسخرة لبني آدم، ولمصالحهم، ومنافعهم. ولما بثها في الأرض، علم تعالى أنه لا بد لها من رزق تعيش به، فأنزل من السماء ماء مباركا، { فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } المنظر، نافع مبارك، فرتعت فيه الدواب المنبثة، وسكن إليه كل حيوان.
"خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم"، حسن.
(خَلَقَ) ماض فاعله مستتر (السَّماواتِ) مفعول به (بِغَيْرِ) متعلقان بالفعل (عَمَدٍ) مضاف إليه والجملة مستأنفة لا محل لها.
(تَرَوْنَها) مضارع وفاعله ومفعوله والجملة صفة عمد (وَأَلْقى) معطوف على خلق (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بالفعل (رَواسِيَ) مفعول به (أَنْ تَمِيدَ) مضارع منصوب بأن والفاعل مستتر (بِكُمْ) متعلقان بالفعل والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول لأجله.
(وَبَثَّ) ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها (فِيها) متعلقان بالفعل (مِنْ كُلِّ) متعلقان بالفعل أيضا (دابَّةٍ) مضاف إليه (وَأَنْزَلْنا) ماض وفاعله (مِنَ السَّماءِ) متعلقان بالفعل (ماءً) مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها.
(فَأَنْبَتْنا) ماض وفاعله (فِيها) متعلقان بالفعل (مِنْ كُلِّ) متعلقان بالفعل أيضا (زَوْجٍ) مضاف إليه (كَرِيمٍ) صفة زوج والجملة معطوفة على ما قبلها.
Traslation and Transliteration:
Khalaqa alssamawati bighayri AAamadin tarawnaha waalqa fee alardi rawasiya an tameeda bikum wabaththa feeha min kulli dabbatin waanzalna mina alssamai maan faanbatna feeha min kulli zawjin kareemin
He hath created the heavens without supports that ye can see, and hath cast into the earth firm hills, so that it quake not with you; and He hath dispersed therein all kinds of beasts. And We send down water from the sky and We cause (plants) of every goodly kind to grow therein.
Gökleri direksiz yaratmıştır, onları görüp durursunuz ve yeryüzüne de sallanıp sizi sarsmaması için metin dağlar koymuştur ve oraya bütün mahlukatı yaymıştır ve gökten yağmur yağdırmıştır da yerde her çeşit güzelim nebatı, çifterçifter bitirmiştir.
Il a créé les cieux sans piliers que vous puissiez voir; et Il a enfoncé des montagnes fermes dans la terre pour l'empêcher de basculer avec vous; et Il y a propagé des animaux de toute espèce. Et du ciel, Nous avons fait descendre une eau, avec laquelle Nous avons fait pousser des plantes productives par couples de toute espèce.
ER erschuf die Himmel ohne von euch zu sichtende Stützen. Und ER setzte auf Erden Felsenberge, damit sie mit euch nicht schwankt, ER ließ auf ihr von jeglichen sich bewegenden Lebewesen ausbreiten. Und WIR ließen vom Himmel Wasser fallen, dann ließen WIR damit auf ihr von jeder edlen Zweiheit hervorsprießen.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة لقمان (Luqman - Luqman) |
ترتيبها |
31 |
عدد آياتها |
34 |
عدد كلماتها |
550 |
عدد حروفها |
2121 |
معنى اسمها |
(لُقْمَانُ): رَجُلٌ صَالِحٌ، عُرِفَ بِالْحِكْمَةِ، وَعَاشَ فِي زَمَنِ دَاوُدَ عليه السلام |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ وَصَايَا لُقْمَانَ لِابنِهِ، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعْرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (لُقْمَانَ) |
مقاصدها |
الِاتِّعَاظُ بِالسُّنَنِ الإِلَهِيَّةِ عُمُومًا، وبَيَانُ الْوَصَايَا فِي تَرْبِيَةِ الأَبْنَاء |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ سِوَى أَنـَّهَا مِنَ المَثَانِي |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (لُقْمَانَ) بِآخِرِهَا: الإِشَارَةُ إِلَى آيَاتِ اللهِ، فقَالَ فِي فَاتِحَتِهَا: ﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ ٢﴾، وَقَالَ فِي خَاتِمَتِهَا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ ...٣٤﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (لُقْمَانَ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الرُّومِ): لَمَّا خَتَمَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (الرُّومَ) بِقَولِهِ: ﴿وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ ...٥٨﴾ ضَرَبَ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ بِوَصَايَا لُقْمَانَ لابْنِهِ فِي سُورَةِ (لُقْمَانَ). |