
المناظر الإلهية
تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)
![]() |
![]() |
*****المنظر السابع والخمسون منظر الغاية
انت غاية كل غاية، ونهاية كل نهاية، وحقيقة كل مقصود، وبك وجود كل موجود. فلا تخرج عنك، ولا تتشوف الى غير حالتك.
وقل: تعاليت يامن لا نهاية له !
وهو غاية كل غاية، فسبحان الكبير المتعال.
يتجلى الله تعالى، على قلب العبد، في هذا المشهد، بتجلي يرى ما لا يدركه، ويجد م لا يعرفه، ويعرف ما لا يراه.
فيفوته الضبط، ولا يستقر عنده وجود، ولا علم، ولا رواية، ولا رؤية، ولا إدراك.
فيقول: ما يدرى ما يقول.
ویری: ما یدری ما یری.
ويفوت عنه: ما يدري ما يفوت عنه.
فيسمع من كل جهة: " سبحان ربك رب العزة عما يصفون ".
ويجيب، بكل لسان: "وما قدروا الله حق قدره ".
آفة هذا المنظر:
عدم الاستقرار، الذي هو الاستيلاء، وهو مناف لصفات الكمال.
فلولا النقص، لما فانه ما فاته، ولا بد من ذلك الفوات، لأن الله تعالى لا نهاية له.
![]() |
![]() |
البحث في نص الكتاب
يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!