اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[أما خيبة المعتمد على الأمور التي نصبها الله للاعتماد عليها]


وأما خيبة المعتمد على الأمور التي نصبها الله للاعتماد عليها ولما ذا يخيب صاحبها مع كون الحق نصبها لهذا الأمر وأهلها له فاعلم أيها الأخ الولي أن الأمور التي نصبها الحق للاعتماد عليها ما خرجت عنه ولكن جعلها هذا الخائب أربابا من دون الله فاعتمد عليها لذواتها لا على من جعلها فاضربه الجهل كما ذكرناه آنفا فالآثار الظاهرة عن نور الشمس في مرآة البدر إذا نظر فيه الناظر واعتمد على الشمس في ذلك من حيث هذا المجلى الخاص الذي ربط الله الأثر به فهذا لا يخيب فاته أعطى الأمر حقه وهذا لا ينكسف البدر في حقه أبدا والذي يخيب هو الذي ينكسف البدر في حقه فيبقى في ظلمة جهله مع وجود ذات المرآة القمرية فيكون هذا الخائب مع ذلك المظهر في الظلمات فإن القمر قد حجب في حق هذا الشخص الذي كان يعتمد عليه إِنَّكُمْ وما تَعْبُدُونَ من دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ وهي الظلمة فإن الظلمة جهنم وأية ظلمة وأي جهنم أعظم من الجهل وبها شبه الله في قوله أَوْ كَظُلُماتٍ فقال ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وهو جهل على جهل وهو من جهل ولا يعلم أنه جهل فنفى عنه إن يقارب رؤية يده فكيف إن يراها وأدخل اليد هنا دون غيرها لأنها محل وجود ا