The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الأسماء الحسنى التى لرب العزة وما يجوز أن يطلق عليه منها لفظا وما لا يجوز
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 244 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

في الإرادة في بعض الناس وذمهم بذلك فقال تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الْأَرْضِ ونعني بالدار الآخرة هنا الجنة خاصة دون النار نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الْأَرْضِ وسواء حصل لهم ذلك المراد أو لم يحصل فقد أرادوه وحصل في نفوسهم وما بقي إلا أن يحصل في نفوس الغير الذي كني عنها بالأرض والعلماء بالله لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الْأَرْضِ لأنه علو مكتسب ولا يريدون ما يقع عليه اسم الكسب وإنما يريدون ما تقتضيه ذواتهم من حيث ما يشهدون من افتقروا إليه في وجودهم خاصة فما لهم نظر إلا إليه لا فيه لأنه ممنوع لنفسه أعني النظر فيه الذي هو الفكر في ذاته فالذي يعطي العلو هذه الحضرة إنما هو السعادة لا التكبر فالعلو الذي تعطي هذه الحضرة لأجل السعادة إنما هو علمهم بذواتهم ليعلموا أن الحادث في مقام الانحطاط عما يجب لله من العلو ويكفيهم من العناية الإلهية إن حصلوا مع الحق في باب الإضافة

أي بهم كان عليا *** وبه كانوا سفالا

لم أجد لله فينا *** غير ما قلنا مثالا

فهو التاج علينا *** عند ما كنا نعالا

وهو البدر المسمى *** عند ما كان هلالا

صير الإله ذاتي *** لرحى الكون ثقالا

فله التعظيم منا *** جل قدرا وتعالى‏

جعل الإله فينا *** لشيوخنا محالا

فإذا لم يستفلوا *** كان جعلهم محالا

وإذا هم استفلوا *** لم أجد عنهم زوالا

فبذاتي وبربي *** كنت حرما وحلالا

وبربي لا بكوني *** صير الضعف محالا

وسقاني كأس حظي *** طيبا عذبا زلالا

فلصحوي عند شربي *** لم أجد منه خبالا

ولسكري منه أيضا *** كنت في نفسي خيالا

لم يكن فيه سوائي *** للذي شاء انتقالا

لم أجد عند انتقالي *** عنه في نفسي كلالا

فنعم لم أر فيه *** عند ما قلت ولا لا

ثم لم يكن سكوت *** عند قولي واستحالا

فلذا قد حرت فيه *** ولذا ذقت وبالا

جبت غربا ثم شرقا *** وجنوبا وشمالا

ثم أنشأنا سحابا *** من عطاياه ثقالا

ثم نودينا وجدتم *** في وجودكم منالا

وما حصل التشريف للممكنات إلا بإضافتها إلى الله وهذا التشريف في حقنا هو أعظم تشريف إمكاني فعلو الإنسان عبودته لأن فيها عينه وعين سيده والمتلبس بصفة سيده لابس ثوب زور ليس عليه منه شي‏ء ولا تقبله ذاته وهو يعلم ذلك من نفسه وإن جهله غيره واعترف له بالعلو عليه فمن وجه ما لا من جميع الوجوه فإنه يعلمه أنه هو فهوية ما سوى الحق معلومة لا تجهل ولو لا معقولية المكانة ما اعترف مخلوق بعلو مخلوق فلهذا لا يعظم أحد في عين أحد لذاته إلا المحبوب خاصة فإنه يعظم في عين محبه لذاته فكل شي‏ء يكون منه يتلقاه المحب الصادق الحب بالقبول والرضي وما كل محب محب لأن طلب الغرض من المحب لا يصح في الحب الصادق الذي استفرغ قواه وإنما ذلك لمن بقيت فيه فضلة يعقل بها أنه محب وإن محبوبه غير له ولما وصف الحق نفسه بالنزول كان هذا النزول عين الدليل على نسبة العلو لأنه لو وقف مع قوله عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ واكتفى ولم يذكر النزول وكل جزء من الكون عرشا له لأنه ملكه فما تحقق له العلو إلا باتصافه بالنزول إلى السماء الدنيا فأثبت له علو المكان وأثبت الاستواء على العرش المكانة والقدر فبالاستواء هو في السَّماءِ إِلهٌ وفي الْأَرْضِ إِلهٌ وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وبالنزول ظهر الحد والمقدار فعلمنا بالنزول في أي صورة تجلى ولمن نزل وتدلى لَهُ الْحَمْدُ أي عاقبة الثناء ترجع إليه في الْأُولى‏ وهو الاستواء والْآخِرَةِ وهو النزول فعم علوه وتحقق دنوه فطوبى للتائبين والداعين والمستغفرين فيا ليت شعري هل يسمعون قوله تعالى ذلك نعم العارفون يسمعونه وأهل الحضور مع إيمانهم بهذا الخبر يسمعونه وما عدا هذين الصنفين فلا يسمعه وما عرفنا الله تعالى بأنه كلم مُوسى‏ تَكْلِيماً إلا لنتعرض إلى هذه النفحة الإلهية والجود لعل نسيما يهب علينا منها فيأخذ الناس هذا التعريف بأن الله كلم موسى ثناء على موسى عليه السلام خاصة نعم هو ثناء


مخطوطة قونية
9514
9515
9516
9517
9518
9519
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 244 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!