
فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي
[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
![]() |
![]() |
شهداء على أممهم ما داموا «1» فيهم. «فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي»: أي رفعتني إليك وحجبتهم عني «2» وحجبتني عنهم «كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ» في غير مادتي، بل «3» في موادهم إذ كنت بصرهم الذي يقتضي المراقبة. فشهود الإنسان نفسه شهود الحق إياه. وجعله بالاسم الرقيب لأنه جعل الشهود له فأراد أن يفصل بينه وبين ربه حتى يعلم أنه هو لكونه عبداً «4» وأن الحق هو الحق لكونه ربّاً له، فجاء لنفسه بأنه شهيد وفي الحق بأنه رقيب، وقدمهم في حق نفسه فقال «عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ» إيثاراً لهم في التقدم وأدباً، وأخّرَهم في جانب الحق عن الحق في قوله «الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ» لما يستحقه الرب من التقديم بالرتبة. ثم أَعلم «5» أن للحق الرقيب الاسمَ الذي جعله عيسى لنفسه وهو الشهيد في قوله عَلَيْهِمْ شَهِيداً. فقال «وَ أَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ». فجاء «بكل» للعموم و«بشيء» لكونه أنكر النكرات. وجاء بالاسم الشهيد، فهو الشهيد على كل «6» مشهود بحسب ما تقتضيه حقيقة ذلك المشهود. فنبه على أنه تعالى هو الشهيد على قوم عيسى حين قال «وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ».
فهي شهادة الحق في مادة عيسوية كما ثبت أنه لسانه وسمعه وبصره. ثم قال كلمة عيسوية ومحمدية: أما كونها عيسوية فإنها قول عيسى بإخبار الله عنه في كتابه، وأما كونها محمدية فلموقعها «7» من محمد صلى الله عليه وسلم بالمكان الذي وقعت منه، فقام بها ليلة كاملة يرددها لم يعدل «8» إلى غيرها حتى مطلع الفجر. «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». و«هم» ضمير الغائب كما أن «هو» ضمير الغائب «9».
(1) ن: ما كانو
(2) «و حجبتهم عني» ساقطة في ن
(3) ن: ساقطة
(4) ب: عبداً في الواقع
(5) ا: ساقطة
(6) ا: كل شيء
(7) ب: فلوقوعه
(8) ب: لم يعد
(9) ن: للغائب
![]() |
![]() |
البحث في نص الكتاب
يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!