المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
![]() |
![]() |
ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع.
ما بَسَقَتْ أَغْصانُ ذُلٍّ إلّا عَلى بَذْرِ طَمَعٍ.
يقال: بسقت النخلة إذا طالت . قال تعالى: { وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ } ( 10 ) ق والأغصان جمع غصن وهو ما تشعب عن سوق الشجر . وقد شبه هنا الذل بشجرة على طريق الاستعارة المكنية وأثبت لها الأغصان تخييلاً وبسقت ترشيح . وإضافة بذر إلى طمع من إضافة المشبه به للمشبه أي طمع شبيه بالبذر أي المبذور الذي تنشأ عنه الشجرة . والمراد لا تغرس بذر الطمع في قلبك فتخرج شجرة من الذل وتتشعب أغصانها . فإن الطمع أصل جميع الآفات لأنه موجب للوقوع في عظيم المهلكات فلا يزال صاحبه يتملق إلى .
الناس حتى يحصل له من نور يقينه الإفلاس مع أن المؤمن ينبغي أن يحرص على عزة إيمانه المتين ويردد قوله سبحانه { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ( 8 ) المنافقون ولا يكون ذلك إلا باعتماده على مولاه وقطع طماعيته فيما سواه . فإن من طمع في شيء ذل له وانقاد لحكمه حتى يقال: قاده وذلله . وما ألطف قول بعضهم:
أتطمع في ليلى وتعلم أنما تقطع أعناق الرجال المطمع.
![]() |
![]() |