المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
![]() |
![]() |
إنما وسعك الكون من حيث جسمانيتك جثمانيتك, ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك .
إِنَّمَا وَسِعَكَ الكَوْنُ مِنْ حَيْثُ جِسمَانِيَّتُكَ جثمانيتك, وَلمْ يَسَعْكَ مِنْ حَيْثُ ثُبُوتُ رُوحَانِيَّتِكَ .
يعني أنك مناسب للكون - أي العالم السفلي وهو الأرض - من حيث جثمانيتك - بضم الجيم وسكون المثلثة - أي جسمك فقط فلذا وسعك لأن جسمك بعض الكون وله فيه مصالح .
وأما روحك فلا تصلح أن تتعلق بالكون لعدم وجود مصالحها فيه وإنما تصلح للتعلق بمكون الأكوان فلذا لم يسعك الكون من حيث ثبوت روحانيتك . فينبغي السعي في تكمينها بإخراجها عن مألوفات بشريتك حتى تصلح للتعلق برب البرية فترقى بمعراج كمالاتها إلى الحضرة القدسية .
فنظرك إلى الأكوان يحطك إلى أسفل سافلين ونظرك إلى المكون يرفعك إلى أعلى عليين . فاختر لنفسك ما يحلو.
![]() |
![]() |