المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف
للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي
![]() |
![]() |
مراتبه
وقد ندب الرسول صلّى الله عليه وسلّم الأمة الإسلامية إلى التوكل على الله تعالى في كل حال، لا سيما عند ما يخرج المرء من بيته فقال: من قال حين يخرج من بيته: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هديت وكفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي (١).
مراتبه:
الناس في التوكل على مراتب، لأن التوكل كغيره من مقامات السير إلى الله تعالى تتدرج مراتبه، ويسمو المؤمن في معارجه على حسب معرفته.
ولهذا عد بعض العارفين - كالغزالي وابن عجيبة رحمهما الله تعالى - للتوكل ثلاث مراتب:
فالأولى: وهي أدناها، أن تكون مع الله تعالى، كالموكّل مع الوكيل الشفيق الملاطف.
والثانية: وهي أوسطها، أن تكون مع الله تعالى كالطفل مع أمه لا يرجع في جميع أموره إلا إليها.
والثالثة: وهي أعلاها، أن تكون مع الله تعالى كالمريض بين يدي الطبيب.
والفرق بين هذه المقامات، أن الأول قد يخطر بباله تهمة. أما الثاني
__________
(١) رواه أبو داود والنسائي والترمذي في كتاب الدعوات عن أنس بن مالك وقال: حديث صحيح غريب.
![]() |
![]() |