موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يظهر الظل فيكون كما بقي من الممكنات التي ما ظهر لها عين في الوجود. «ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا» وهو اسمه النور الذي قلناه، ويشهد له‏ «1» الحس: فإن الظلال لا يكون لها عين بعدم النور. «ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً»:

وإنما قبضه إليه لأنه ظله، فمنه ظهر وإليه يرجع الأمر كله‏ «2». فهو لا غيره. فكل ما ندركه‏ «3» فهو وجود الحق في أعيان الممكنات. فمن حيث هوية الحق هو «4» وجوده، ومن حيث اختلاف الصور «5» فيه هو أعيان الممكنات. فكما لا يزول عنه باختلاف الصور اسم الظل، كذلك لا يزول باختلاف الصور اسم العالم أو «6» اسم سوى الحق. فمن حيث أحدية كونه ظلا هو الحق، لأنه الواحد الأحد. ومن حيث كثرة الصور هو العالم، فتفطن وتحقق ما أوضحته لك. وإذا كان الأمر على ما ذكرته لك فالعالم متوهم ما له وجود حقيقي، وهذا معنى الخيال «7». أي خيِّل لك أنه أمر زائد قائم بنفسه خارج عن الحق وليس كذلك في نفس الأمر. أ لا تراه في الحس متصلًا بالشخص الذي امتد عنه، ويستحيل عليه الانفكاك عن ذلك الاتصال لأنه يستحيل على الشي‏ء الانفكاك عن ذاته؟ فاعرف عينك ومن أنت وما هويتك وما نسبتك إلى الحق، وبما أنت حق وبما أنت عالمٌ وسوى وغيرٌ وما شاكل هذه الألفاظ. وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغيرٍ وكبيرٍ، وصافٍ وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج‏ «7» يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تُراهُ. ضَرْب مثال‏


(1) ب ون: له

(2) ب:+ وإليه يرجع، وإليه يرجع الأمور كله.

(3) ا: تدركه بالتاء

(4) ن: فهو

(5) ب: صور

(6) ب: و، وفي الجملة تقديم وتأخير في

(7) ب: بالزجاج. ن فالزجاج‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!