موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


صورة ما رآه لعلمه بموطن الرؤيا وما تقتضيه‏ «1» من التعبير. وقد عُلِمَ أن صورة النبي صلى الله عليه وسلم التي شاهدها الحس أنها في المدينة مدفونة، وأن صورة روحه ولطيفته‏ «2» ما شاهدها أحدٌ من أحدٍ ولا من نفسه‏ «3». كل روح بهذه المثابة فتتجسد له روح النبي في المنام بصورة جسده كما مات عليه لا يخرم‏ «4» منه شي‏ء. فهو محمد صلى الله عليه وسلم المرئي من حيث روحه في صورة جسدية «5» تشبه المدفونة لا يمكن للشيطان أن يتصور بصورة جسده صلى الله عليه وسلم عصما من الله في حق الرائي. ولهذا من رآه بهذه الصورة يأخذ عنه جميع ما يأمره أو ينهاه عنه‏ «6» أو يخبره كما كان يأخذ عنه في الحياة الدنيا من الأحكام على حسب ما يكون منه اللفظ الدال عليه من نص أو ظاهر أو مجمل أو ما كان‏ «7» فإِن أعصاه شيئاً فإِن ذلك الشي‏ء هو الذي يدخله التعبير، فإِن خرج في الحس كما كان في الخيال فتلك رؤيا لا تعبير لها. وبهذا القدر وعليه اعتمد إبراهيم عليه السلام وتقي بن مخلد. ولما كان للرؤيا هذان الوجهان، وعلمنا الله: فيما فعل بإِبراهيم وما قال له: الأدب لما يعطيه مقام النبوة، عَلِمْنَا في رؤيتنا الحق تعالى في صورة يردها الدليل العقلي أنْ نعبِّر «6» «8» تلك الصورة بالحق المشروع إِما في حق حال الرائي أو المكان الذي رآه فيه أو هما معاً. وإِن لم يردها الدليل العقلي أبقيناها على ما رأيناها «9» كما نرى الحق في الآخرة سواء.
(1) ب، ن: يقتضي‏

(2) ا: ولطيفه‏

(3) أي أحد في صورة أحد ولا في صورة نفسه‏

(4) ا: يخرج، ب: يخرم منه شيئ

(5) أي مثالية وهذا هو التعبير عندهم‏

(6) ساقطة في ب، ن‏

(7) أي أو أي شي‏ء كان من أقسام اللفظ

(8) ا تغير:

(9) ا: رأينا.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!