المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
![]() |
![]() |
لأنفسهم. «الْمُصْطَفَيْنَ «1»» الذين أورثوا الكتاب، أول الثلاثة. فقدمه على المقتصد والسابق «2». «إِلَّا ضَلالًا» «9» إلا حيرة المحمدي. «زدني فيك تحيراً»، «كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا». فالحائر «3» له الدور والحركة الدورية حول القطب فلا يبرح منه، وصاحب الطريق المستطيل مائل خارج عن المقصود طالبٌ ما هو فيه صاحب خيال إليه غايته: فله مِنْ وإلى وما بينهما. وصاحب الحركة الدورية لا بدءَ له فيلزمَه «مِنْ» ولا غاية فتحكُمَ عليه «إلى»، فله الوجود الأتمُّ وهو المؤتى جوامع الكلم والحِكَم.
«مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ» فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله، وهو الحيرة، «فَأُدْخِلُوا ناراً» في عين الماء في المحمديين. «وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ»: سَجَرْت التنور «4» إذا أوقدته. «فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ الله أَنْصاراً» فكان الله عين أنصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد. فلو أخرجهم إلى السِّيف، سيف الطبيعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفيعة، وإن كان الكل الله وبالله بل هو الله. «قالَ نُوحٌ رَبِّ» ما قال إلهي، فإن الرب له الثبوت والإله يتنوع بالأسماء فهو كل يوم في شأن. فأراد بالرب ثبوت التلوين «10» إذ لا يصح إلا هو. «لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ» يدعو عليهم أن يصيروا في بطنها. المحمدي «لو دليتم بحبل لهبط على الله»، «لَهُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ»*. وإذا دفنت فيها فأنت فيها وهي ظرفك: «وَ فِيها نُعِيدُكُمْ ومِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى» لاختلاف الوجوه. «مِنَ الْكافِرِينَ» الذين «اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وجَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ» طلباً للستر لأنه
(1) إشارة إلى قوله تعالى «وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ» سورة ص آية
(2) إشارة إلى قوله تعالى: «فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ الله» سورة فاطر آية
(3): ا فالمحير، ب فالحائر والمتحير لهم
(4) ب: التنوت.
![]() |
![]() |