موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


عاداهم وحفظه أموالهم وأنفسهم عليهم. وهذا كله تسخير بالحال من الرعايا يسخرون في ذلك مليكهم، ويسمى على الحقيقة تسخير المرتبة. فالمرتبة «1» حكمت عليه بذلك. فمن الملوك من سعى‏ «2» لنفسه، ومنهم من عرف الأمر فعلم أنه بالمرتبة في تسخير رعاياه، فعلم قدرهم وحقهم، فآجره الله على ذلك أجر العلماء بالأمر على ما هو عليه وأجر مثل هذا يكون على الله في كون الله في شئون عباده. فالعالَم كله مسخِّر «3» بالحال من لا يمكن أن يطلق عليه أنه مسخَّر «4». قال تعالى‏ «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ». فكان عدم قوة إرداع هارون بالفعل أن ينفذ في أصحاب العجل بالتسليط على العجل كما سُلِّط موسى عليه، حكمةً من الله تعالى ظاهرة في الوجود ليُعْبَد «4» في كل صورة. وإن‏ «5» ذهبت تلك الصورة بعد ذلك فما ذهبت إلا بعد «6» ما تلبست عند عابدها بالألوهية.

ولهذا ما بقي نوع من الأنواع إلا وعبد إما عبادة تأله وإما عبادة تسخير «5».

فلا بد من ذلك لمن عقل‏ «7». وما عبد شي‏ء من العالم إلا بعد التلبس‏ «8» بالرفعة عند العابد والظهور بالدرجة في قلبه: ولذلك تسمى‏ «9» الحق لنا برفيع الدرجات، ولم يقل رفيع الدرجة. فكثَّر الدرجات في عين واحدة. فإنه قضى ألَّا يعبد «10» إلا إياه في درجات كثيرة مختلفة أعطت كل درجة مجلى إلهياً عُبِدَ فيها. وأعظم مجلى عُبِدَ فيه وأعلاه «الهوى» كما قال‏ «أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ» وهو أعظم معبود، فإنه لا يعبد شي‏ء إلا به، ولا يعبد هو «11» إلا بذاته، وفيه أقول:

وحق الهوى إن الهوى سبب الهوى‏ ولو لا الهوى في القلب ما عُبِدَ الهوى‏


(1) ب: ساقطة. ا: والمرتبة

(2) ب: يسعى‏

(3) ن: يسخر

(4) ب: لبعد

(5) ن: فإن‏

(6) ن: بعدم‏

(7) ا: غفل‏

(8) ب: تلبس‏

(9) ب: يسمى‏

(10) ب: تعبدو

(11) ن: ساقطة


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!