المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
![]() |
![]() |
الكثير بالصور «1»، الواحد بالعين. وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك «2» أن عَمْراً ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجوداً. فهو وإن كان واحداً بالعين، فهو «3» كثير بالصور والأشخاص «8». وقد علمت قطعاً إن كنت مؤمناً أن الحق عينه يتجلى يوم «4» القيامة في صورةٍ فيعْرَف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحوَّل عنها في صورة فيعْرَف، وهو المتجلِّي- ليس غيره- في كل صورة. ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأنَّ العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عَرَفَه فأقرَّ به. وإذا «5» اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره. فالمرآة عين واحدة «6» والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها تُرَدُّ الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. وإنما كانت هذه التغيرات «7» منها لاختلاف مقادير المرائي: فانظر في المثال مرآة واحدة من هذه المرايا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرك من حيث كونه ذاتاً: فهو غني عن العالمين، ومن حيث الأسماء الإلهية فذلك الوقت يكون كالمرايا: فأي اسم إلهي نظرت فيه نفسك أو من نظر، فإنما يظهر في الناظر حقيقة ذلك الاسم: فهكذا هو الأمر إن فهمت «9». فلا تجزع ولا تخف فإنَّ الله يحب الشجاعة ولو على قتل حية، وليست الحية سوى نفسك. والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة. والشيء لا يقتل «8» عن نفسه. وإن أفسدت الصورة في الحس
(1) ا: الصور من غير الباء
(2) ن: ولا شك
(3) الضمير عائد على الإنسان
(4) ا: في يوم
(5) ب: فإذ
(6) ب: واحد
(7) ب: التعبيرات.
(8) ب: يعقل.
![]() |
![]() |
البحث في نص الكتاب
البحث في فصوص الحكم
يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!