موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


قال‏ «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ» فنفى، «8» «وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» فأثبت بصفة تعم كل سامع بصير من حيوان «8» وما ثَمَّ إلا حيوان إلا أنه بطن في الدنيا عن إدراك بعض الناس، وظهر في الآخرة لكل الناس، فإنها الدار «1» الحيوان «9»، وكذلك الدنيا إلا أن حياتها مستورة عن بعض العباد ليظهر الاختصاص والمفاضلة بين عباد االله‏ «2» بما يدركونه من حقائق العالم. فمن عم إدراكه كان الحق فيه أظهر في الحكم ممن ليس له ذلك العموم «10». فلا تُحْجَب بالتفاضل وتقول لا يصح كلام من يقول إن الخلق‏ «3» هوية الحق بعد ما أريتك التفاضل في الأسماء الإلهية التي لا تشك أنت أنها هي الحق ومدلولُهَا المسمى بها وليس إلا الله تعالى. ثم إنه كيف يقدِّم سليمانُ اسمه على اسم الله كما زعموا وهو من جملة من‏ «4» أوجدته الرحمة: فلا بد أن يتقدم الرحمنُ الرحيم ليصح استناد المرحوم. هذا «5» عكس الحقائق: تقديم من يستحق التأخير وتأخير من يستحق التقديم في الموضع الذي يستحقه. ومن حكمة بلقيس وعلو علمها كونها لم تذكر من ألقى إليها الكتاب، وما عملت‏ «6» ذلك إلا لتعلِّم أصحابها أن لها اتصالًا إلى أمور لا يعلمون طريقها، وهذا من التدبير الإلهي في الملك، لأنه إذا جُهِلَ طريق الإخبار الواصل للمَلِك خاف أهل الدولة على أنفسهم في تصرفاتهم، فلا يتصرفون إلا في أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم يأمنون غائلة ذلك التصرف.

فلو تعين لهم على يدي مَنْ تصل الأخبار إلى ملكهم لصانعوه‏ «7» وأعظموا له الرِّشا حتى يفعلوا ما يريدون ولا يصل ذلك إلى ملكهم. فكان قولها «أُلْقِيَ إِلَيَّ» ولم تسم من ألقاه سياسة «8» منها أورثت الحذر منها في أهل مملكتها وخواص‏


(1) ن: الذات‏

(2) ب: ساقطة

(3) ب: الحق‏

(4) ا: م

(5) ن: هكذ

(6) ن: علمت- ب: علت‏

(7) ن: لضايقوه‏

(8) ا: بسياسة


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!