كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
وصاحبت من الرسل وانتفعت بهم سوى محمد صلّى الله عليه وسلّم جماعة منهم إبراهيم الخليل قرأت عليه القرآن، وعيسى تبت على يديه، وموسى أعطاني علم الكشف والإيضاح وعلم تقليب الليل والنهار؛ فلما حصل عندي زال الليل وبقي النهار في اليوم كله فلم تغرب لي شمس ولا طلعت فكان لي هذا الكشف إعلاماً من الله أنه لا حظّ لي في الشقاء في الآخرة، وهود عليه السلام سألته عن مسألة فعرّفني بها فوقعت في الوجود كما عرفني بها. ... وعاشرت من الرسل محمداً صلّى الله عليه وسلّم وإبراهيم وموسى وعيسى وهوداً وداود وما بقي فرؤية لا صحبة.[1]
ويقول أيضاً في معرض حديثه عن المعراج:
فلما دخلت (السماء الثانية) إذا بعيسى عليه السلام بجسده عينه فإنه لم يمت إلى الآن بل رفعه الله إلى هذه السماء وأسكنه بها وحكّمه فيها، وهو شيخنا الأول الذي رجعنا على يديه وله بنا عناية عظيمة لا يغفل عنّا ساعة واحدة وأرجو أن ندرك زمان نزوله إن شاء الله.[2]
وقد ذكر ذلك أيضاً شعرا في مقدمة الباب الثالث عشر وثلاثمائة من الفتوحات حيث أن عادته رضي الله عنه أنه دائما يفتتح أبواب الفتوحات بأبيات شعر هي جزء من موضوع الباب. فيقول الشيخ محي الدين في هذه القصيدة:[3]
أقول لآدم أصل الجسوم |
|
كما أصل الرسالة شرع نوحِ |
[1] الفتوحات المكية: ج4ص77.
[2] الفتوحات المكية: ج3ص341.
[3] الفتوحات المكية: ج3ص49.
[4] الغزالة هي اسم للشمس.
[5] معنى قتل المسيح هنا، هو قتل المسيح الدجّال وهو رمز للهوى الذي يبدو للنفس بصورة العقل فيغريها بفعل أشياء تحسبها من العقل وهي أوهام تؤدي إلى مفاسد وضلالات وتحقيق شهوات عاجلة. انظر في "سلوك القلب": ص148.