موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وكذلك تعلّم محمد الحديث على يد المحدّث عبد الرحمن السهيلي (توفي 581/1185)[1] الذي قرأ عليه كتابه "الروض الأنف" وهو تعليق على سيرة ابن هشام. وكذلك حضر عند ابن زرقون (توفي 586/1190)[2] الذي قرأ عليه كتاب "التقصّي" للشاطبي، وأجازه إجازة عامة.

وكذلك قرأ على الشيخ عبد الحق الأزدي الإشبيلي وهو المعروف بابن الخرّاط (توفي 581/1185) وهو الذي ألّف عدداً كبيراً من كتب الحديث منها "الأحكام الكبرى"، "الأحكام الوسطى" و "الأحكام الصغرى"، وقرأ عليه كتاب ابن حزم الشهير "الزاهرة". وكان الشيخ عبد الحق الإشبيلي صاحب الشيخ أبي مدين الذي تأثر به ابن العربي كثيرا كما سنرى في الفصل القادم، وبالتالي فلا بدّ أن ميوله كان صوفياً وقد تأثّر به محي الدين كثيراً حيث روى عنه بعض الأحاديث منها ما يتعلق بالأسماء الحسنى وعددها وكيفية إحصائها.[3]

ولم يكن ابن العربي في أول تعلّمه مهتمّا كثيراً بالحديث الشريف بشكل مخصوص، إلى أن رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رؤيا مبشّرة رواها في كتاب "المبشرات":

كان من جملة أصحابنا قبل أن أعرف العلم قد رتبوا وقصدوني محرّضين على قراءة كتب الرأي وأنا لا علم لي بذلك ولا بالحديث، فرأيت نفسي في المنام وكأني في فضاءٍ واسعٍ وجماعة بأيديهم سلاح يريدون قتلي ولا ملجأ معي آوي إليه، فرأيت أمامي ربوة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليها واقف، فلجأت إليه فألقى ذراعه عليّ وضمني ضمّا عظيما وقال لي: "يا حبيبي استمسك بي لتسلم"، فنظرت إلى هؤلاء الأعداء فلم أر منهم على وجه الأرض أحداً. فمن ذلك الوقت اشتغلت بتقييد الحديث.[4]

وقد روى الشيخ الأكبر أيضاً في هذا الكتاب نفسه الذي يروي فيه بعض المبشّرات التي رآها في



[1] هو أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن الخطيب أبي محمد بن عبد الله بن الخطيب أبي عمر أحمد بن أبي الحسن: أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح السهيلي الإمام المشهور صاحب كتاب: الروض الأنف في شرح سيرة سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وله كتاب التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام وله كتاب نتائج الفكر وكتاب شرح آية الوصية في الفرائض كتاب بديع ومسألة رؤية النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام ومسألة السر في عور الدجال، إلى غير ذلك من تآليفه المفيدة وأوضاعه الغريبة وكان له حظ وافر من العلم والأدب. انظر: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، ابن فرحون المالكي، تحقيق محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث-القاهرة، 1972، ص150.

[2] هو الشيخ الفقيه الإمام المعمّر المقرئ، بقية السلف، أبو عبد الله محمد بن أبي الطيب سعيد بن أحمد بن سعيد بن عبد البر بن مجاهد ابن زرقون الأنصاري الأندلسي الإشبيلي المالكي. أجاز له عام اثنتين وخمس مئة أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني راوي الموطأ، وفيها ولد، وتفرد في وقته عنه. وسمع بمراكش من أبي عمران موسى بن أبي تليد، فتفرد عنه أيضاً، وسمع بسبتة من القاضي عبد الله بن أحمد الوحيدي، وسمع من عبد المجيد بن عيذون، وخلف بن يوسف الأبرش، والقاضي عياض بن موسى، وحدث عنهم، وعن أبي بحر بن العاص، ومحمد بن شبرين، وأبي الحسن شريح بن محمد... انظر: الذهبي، "سير أعلام النبلاء": ج21ص147-150.

[3] انظر الفتوحات المكية: ج2ص302.

[4] رسالة المبشرات، مخطوطة بيازيد 1686.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!