موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


زمانٌ يمرُّ وعيشٌ يمرّ
ونفسٌ تذوبُ وهمٌّ ينوبُ

ودهرٌ يكرُّ بما لا يسـرّ
ودنيا تنادي بأن ليس حرّ

ويقول الشيخ محي الدين أن عمّه كان عمره من وقت رجوعه إلى هذا الطريق إلى أن مات ثلاثة أعوام خاصة، ومات وهو في الثالثة والثمانين. ويضيف أنه "مات قبل أن أدخل هذا الطريق".[1]

من هو هذا الصبي

وكما بيّن ستيفين هرتنشتاين في تعليقه على هذه القصة[2] أنه من غير المستبعد أن يكون هذا الصبيّ هو ابن العربي نفسه لأن الشيخ محي الدين كثيرا ما يتحدث عن نفسه باستعمال ضمائر الغائب. وهذا أمرٌ مستساغٌ جداً لأن هذا الوصف ينطبق عليه كونه كان لا يزال بعد "صبيا صغيرا لم يدر ما هذا الطريق" وكذلك فإن تعليق الشيخ أبي محمد عبد الله الطائي وضحكه على سؤال الصبي عن "الشونيز الأبيض" يشير إلى أنه كان يمازحه مما يعني أنه يعرفه جيدا وربما اعتاد على ممازحته من قبل. وكذلك فإن جواب الصبي القاسي ربما لم يكن فقط ردّا على ضحك الشيخ من جهل الصبي بأسماء الأعشاب الطبية، ولكنه ربما كان يعرف عنه أكثر من ذلك بكثير وأنه كان رغم تقدم سنّه لا يزال يلهو ويعرض عن الله تعالى. فكل ذلك يعني أن هناك علاقة قوية بين الصبي والشيخ عبد الله الطائي، ولا يُستبعد أبدا أن يكون هذا الصبي هو محمد ابن أخيه. وهذا أيضاً يتطابق مع كون عبد الله الطائي قد مات قبل أن يدخل محمد الطريق وأن هذه القصة قد حصلت قبل وفاته بثلاث سنوات، وسنجد بعد قليل أن الشيخ محي الدين قد دخل الطريق في عمر مبكر جدا ربما لا يُجاوز الخامسة عشر وأنّه كان يرافق أهل الله منذ صغره.

فترة اللهو والجاهلية

كما هو الحال مع أغلب الناس، وخاصة من تربّى في ظل الغنى والسلطان، فلا بدّ من قضاء أوقات في اللهو مع الأصحاب في حفلات الغناء والطرب، فبقدر ما ينغمس الإنسان في ذلك يبتعد عن الإسلام شيئا فشيئا حتى يخرج الإسلام من قلبه وعقله، وبعد ذلك إما أن يتوب ويعود للطريق القويم، وإما أن ينساه الله كما نسي هو ذكر الله، فيصبح من الخاسرين.

ويبدو أن ابن العربي قد مرّ في مثل هذه الظروف لبعض الوقت في فترة من مرحلة شبابه، لأنه يذكر مثل ذلك في رسالة روح القدس التي خصصها لمحاسبة نفسه وعرضها على الرجال الصالحين من الصحابة والأولياء، وتفنيد دعاويها وردّها إلى الحق. فيقول وهو يخاطب نفسه في رسالة روح القدس التي



[1] روح القدس: ص63.

[2] الرحمن المطلق: ص38.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!