موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


رجع على يديه؛ بصّره ذلك الصبي بالطريق.

وكذلك فيبدو أن عمه عبد الله كان صاحب من سيكون أحد شيوخه وهو أبو علي حسن الشكاز الذي سنذكره بعد قليل؛ فيقول الشيخ محي الدين في روح القدس أنه كان يبيت عنده وهو صغير مع عمه وكان يخدمه.[1]

بعض كرامات عمه عبد الله

ويقول الشيخ محي الدين في الباب الرابع والعشرين من الفتوحات المكية أنّ عمّه كان من الرجال الذين تكون قلوبهم متعشّقة بالأنفاس الرحمانية حسّاً ومعنىً،[2] وهم رجال يدركون بالشمّ ما يدركه غيرهم بالحواس الأخرى. ولذلك يذكر الشيخ محي الدين أن عمّه رحمه الله كان يجلس في البيت فيقول "طلع الفجر"، فيسأله محمد "من أين تعرف ذلك؟" فيقول: "يا بنيّ إن الله يوجّه ريحاً من تحت العرش تهبّ في الجنّة، فتخرج بريحها عند طلوع الفجر يشتمّها كلّ مؤمن في كل يوم."[3] وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك أيضاً من أحوال "نفس الرحمن" الذي يبدو أن أهل اليمن حصّلوا فيه الحظّ الوافر، كما ذكرنا في نهاية الفصل الأوّل.

ويذكر الشيخ محي الدين أيضاً عن عمّه أنه أصابته أدرة[4] كبيرة، فكان يجعلها أمامه مثل المخدة الكبيرة. وكان له ولدٌ خلفٌ قد أقرح قلبه فدعا عليه فمرض وكان يسأل الله أن يقدّمه أمامه وحينئذ يموت، فمات ابنه قبله فدفنه وقال: "الحمد لله إني أعيش بعده أربعة وأربعين يوما وأموت." فعاش كما قال ومات.

ويصف الشيخ محي الدين موته فيقول:

ولما كانت ليلة وفاته قعدنا عنده بعد صلاة العشاء وهو مستقبلٌ القبلة فوجد بعض راحة وأدرته قد عظمت، فقال لنا استريحوا وارقدوا، فأخذنا مضاجعنا، فقمت إليه في وقت السحر فوجدته قد فاضت نفسه رحمه الله تعالى وما شاهد أحد موته. وطلبنا تلك الأدرة فلم نجد منها شيئا، فقلنا لعلها كانت رياحا وبقي الجلد، فإذا به مثل جميع الناس ما عنده شيء فعجبت أن ستره الله وأخفاه.[5]

وفي الفتوحات المكية أيضاً يروي الشيخ الأكبر أن عمه عبد الله كان كثيرا ما ينشده هذه الأبيات المؤثرة للسميسر:[6]



[1] روح القدس: ص62.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص185.

[3] روح القدس: ص63.

[4] الأدرة هي انتفاخ في الجلد يحصل بسبب تجمع بعض السوائل.

[5] روح القدس: ص63.

[6] الفتوحات المكية: ج4ص550. والسميسر شاعر شهير من شعراء الأندلس.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!