موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


(توفي 240/845) الذي تميز منهجه بالزهد في الدنيا والتعبد وفق الشريعة الإسلامية.[1] وكذلك استفاد احمد بن واضح من رحلاته إلى المشرق في القرن الخامس ثم عاد إلى بجاية فكان بينه وبينه فقهائها الكثير من المناظرات.[2] وفي القرن الرابع قام أبو عبد الملك مروان بن محمد الأندلسي (توفي 440/1048) بتأسيس رباط درس فيه العلم وصنف فيه العديد من المصنفات.[3]

أما بالنسبة للمراجع والكتب الصوفية التي كان يعتمد عليها الأندلسيون والمغربيون فهي الكتب الشهيرة التي ألفها أبو حامد الغزالي (توفي 505/1111) مثل "إحياء علوم الدين"، وكتاب "الرعاية لحقوق الله" للحارث بن أسد المحاسبي (توفي 243/858)، و"قوت القلوب" لأبى طالب المكي، و"الرسالة القشيرية" لأبي القاسم القشيري (توفي 465/1072). وكانت هذه الكتب متداولة في المغرب والأندلس وتدرس في الحلقات بتلمسان وبجاية وقلعة بني حماد، فكان الصوفي عبد السلام التونسي (توفي 486/1093) يدرّس برابطته بتلمسان كتاب "الرعاية" للمحاسبي، وفي قلعة بن حماد كان الصوفي أبو الفضل ابن النحوي (توفي 513/1119) يدرّس الإحياء للغزالي ويختمه خلال شهر رمضان.[4] وكذلك كان الشيخ أبو مدين ببجاية (توفي 594/1189)، وهو أحد شيوخ الشيخ محي الدين كما سنرى، يعتمد على كتاب إحياء علوم الدين والرسالة القشيرية لتدريس طلابه وأطلعهم أيضاً على كتاب الرعاية للمحاسبي.[5]

الشيخ محي الدين والمذاهب الصوفية والفكرية الأخرى

يخطئ الكثير من الدارسين لابن العربي حين يعدّون أنه قد تأثر بالمذاهب الفكرية والفلسفية الأخرى كالأفلاطونية الحديثة وغيرها.[6] فلا شكّ أن هناك بعض التشابه بين علوم الشيخ الأكبر وبعض هذه المذاهب ولكن هذا لا يعني أبداً تأثّر الشيخ بها.فكما هو معروف في التصوف عموما لقد ثبت في كلام الشيخ محي الدين أنه لا يكتب من فكره وإنما ممّا علّمه الله تعالى عن طريق الكشف، فيقول الشيخ في الفتوحات:

فلا أتكلم إلا على طريق الإذن كما أني سأقف عندما يُحدّ لي؛ فإن تأليفنا هذا وغيره لا يجري مجرى التواليف ولا نجري نحن فيه مجرى المؤلفين، فإن كل مؤلف إنما هو تحت اختياره، وإن كان



[1] أبو زيد عبد الرحمان الدباغ، معالم الإيمان في معرفة آهل القيروان، تحقيق محمد الأحمدي أبو النور ومحمد منصور، مكتبة الخانجي-القاهرة، 1972: ج2ص281.

[2] عياض، "ترتيب المدارك": ج4ص445.

[3] عياض، "ترتيب المدارك": ج4ص710.

[4] التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي، أبي يعقوب يوسف بن يحيى التادلي (المعروف بابن الزيات)، تحقيق أحمد التوفيق، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية-الرباط، 1984، ص73، 92.

[5] التشوف: ص58.

[6] انظر مثلا تحقيق الدكتور أبو العلا عفيفي لكتاب فصوص الحكم، دار الكتاب العربي-بيروت، 2002، المقدمة والتعليقات.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!