موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


شبه بين أقواله وخطبة المسيح، وإن الحكيم الترمذي (توفي 320/932) يقول إن عيسى عليه السلام خاتم الأولياء، وإن القول بالفناء هو من أقوال الغنوسطيين القديمة.[1] وقد قال بمثل هذا القول الكثير من المستشرقين من قبل مثل "رينولد نيكلسون" و"جولد تسيهر". والدليل الواضح على نقض هذه الدعوى أن أغلب الصوفية لم يكن لديهم أي اطلاع على العقائد والفلسفات الأخرى، بل وأغلبهم كان أو بدأ أميّا لا يقرأ ولا يكتب، ومع ذلك خرجوا بعلوم ذوقية رفيعة عبّروا عنها من خلال كتبهم وأشعارهم التي أصبحت أساسا يدرس في الأدب الإسلامي والعالمي.

الحركة الصوفية في المغرب والأندلس

ثم نعود إلى تلخيص تاريخ الحركة الصوفية وخاصة في المغرب والأندلس فنقول أنه لا شكّ أن التصوّف في الأندلس بدأ منذ أن طلع الفجر الأول للإسلام هناك، في نهاية القرن الأول الهجري، ولكن مثله مثل التصوف في المشرق لم يتّخذ معالم واضحة في بدايته، بل كان نهجا إسلاميا طبيعيا سلكه بعض الزهّاد والعبّاد.

منذ نهاية القرن الثالث الهجري، بداية القرن التاسع الميلادي، نجد العديد من الصوفية قد برزوا في المغرب والأندلس فظهرت مناهج زهدية متفرقة فكان أبو محمد بن عبد الله التاهرتي (توفي 313/905) زاهدا تبنى فكرة المحبة والإشراق، وفي قرطبة كان أحمد بن مخلوف المسيلي المعروف بالخياط (توفي 393/1003) الذي لزم المنهج العملي القائم على المرابطة، وعبد الله بن زياد الله الطبني (توفي 410/1011) في قرطبة أيضاً.[2] وقام أبو القاسم عبد الرحمن الهمذاني المعروف بالخراز والوهراني (توفي 411/1018) برحلات علمية استغرقت عشرين سنة وشملت بيئات الزهد والتصوف كالبصرة وبغداد والحجاز ومصر وخرسان ونيسابور ثم الأندلس، فخلص من خلالها إلى طريقة تجمع بين الالتزام بالسنة النبوية والزهد والانقباض والعلم.[3]

وفي المغرب العربي برز بكر بن حماد بن سمك بن إسماعيل الزناتي التاهرتي (توفي 295/909) الذي تأثر بصوفية الشرق من خلال رحلاته.[4] وفي القيروان برز الزاهد الفقيه سحنون بن حبيب التنوخي



[1] الفصل التاسع والعاشر من كتابه تاريخ الحضارة الإسلامية.

[2] ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، تأليف القاضي عياض بن موسى بن عياض السبتي، تحقيق محمد بن تاوت الطنجي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية-الرباط، 1983: ج4ص628.

[3] عياض، "ترتيب المدارك": ج4ص690.

[4] بونابي الطاهر، الحركة الصوفية في المغرب الأوسط خلال القرنين السادس والسابع الهجريين، رسالة ماجستير، جامعة الجزائر، قسم التاريخ، 1999-2000، ص20.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!