موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


كتبه ويتداولونها، وذلك والله أمرٌ جميلٌ منهم إنما يدلّ على حسن سريرتهم وخضوع قلوبهم لقول الحق، مع أن هذا القول لا ينطبق على كثيرٍ منهم، وخاصّة الذين يفرّقون بين المسلمين وبين الصحابة ويسبّون بعضهم، عافانا الله وإياهم.

ولكنّ موضوع تشيّع الشيخ الأكبر أمرٌ مردودٌ عليه بسهولة، بل لا يحتاج إلى ردّ لأن من يقرأ كتبه يدرك على الفور كم هو يمجّد أبا بكرٍ كما يمجّد عليّاً وعمرَ وعثمانَ وجميع الصحابة وآل البيت، بل وينتقد بشكل صريح بعض الأخطاء الظاهرة لبعض فئات الشيعة، وخاصة الإمامية منهم كما رأينا في الفصل الخامس حين تكلمنا عن الرجبيّين الذي يرون الشيعة الرافضة على شكل خنازير لأنهم يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. وكذلك يقول الشيخ الأكبر بشكل صريح في الباب الخامس والخمسين أن الشياطين تلقي إلى أهل البدع والأهواء أصلاً صحيحاً لا يشكون فيه ثم تطرأ عليهم التلبيسات من عدم الفهم حتى يضلوا ... وأكثر ما ظهر ذلك في الشيعة ولا سيّما في الإمامية منهم، فدخلت عليهم شياطين الجنّ أولاً بحبّ أهل البيت واستفراغ الحب فيهم ورأوا أن ذلك من أسنى القربات إلى الله، وكذلك هو، لو وقفوا ولا يزيدون عليه، إلا أنهم تعدّوا من حبّ أهل البيت إلى طريقين: منهم من تعدّى إلى بغض الصحابة وسبّهم حيث لم يقدموهم وتخيلوا أن أهل البيت أولى بهذه المناصب الدنيوية، فكان منهم ما قد عُرف واستفاض (من الفتنة)، وطائفة زادت إلى سبّ الصحابة والقدح في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي جبريل عليه السلام وفي الله جل جلاله.[1]

ولقد وفّر علينا جعفر مرتضى العاملي في كتابه "ابن عربي ليس بشيعي" عناء البحث والدفاع عن الشيخ محي الدين في هذا الصدد، حيث أثبت بأدلة كثيرة مخالفة الشيخ الأكبر لمنهج الشيعة واتهمه بـ"التسنّن" موضحاً ذلك للشيعة الذين يحبونه، مع مخالفته لهم بشكل صريح.[2]

ونحن نقول أن أهل الشيعة وأهل السنة أخوة مسلمون، وكلا الفئتان تشهدان أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأما من يغالي منهم، سواء من الشيعة أو من السنّة، فيخرج عن أصول الإسلام، علم ذلك أم لم يعلم، فحسابه على الله تعالى، وأما نحن فتكفينا الشهادة لنشهد لصاحبها بالإسلام، كما قدّمنا في أول هذا الفصل.

مشكلة التكفير

قال الله تعالى في سورة الحجرات: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [6]))، وقال أيضاً في سورة الأحزاب: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [58])). وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في



[1] الفتوحات المكية: ج1ص282.

[2] كتاب: ابن عربي ليس بشيعي، تأليف السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، 2003.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!