موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف."[1] وكذلك يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: "إن الله لم يبعثني طعّاناً ولا لعّاناً ولكن بعثني داعياً ورحمةً، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون."[2]

وثمة فائدة أخرى تُرجى وتُجنى من وجود هذه الفئة المنكرة لأهل الذوق وهي أن دعوتهم للصدّ عن هذا الطريق كثيراً ما يكون لها المفعول العكسي الإيجابي لأنهم في نفس الوقت ينشرون هذه العلوم ويوصلونها إلى أسماع المسلمين بهدف الصدّ عنها، ولكن لا يخلو أن يكون من بين هؤلاء المسلمين من يستسيغ هذه العلوم ويدرك مرامي القائلين بها فيدفعه ذلك لمزيد البحث والتمحيص فيدخل في طريق الحق ويصل إلى الحقيقة، ولقد صادفت بعض المسلمين الذين اهتمّوا بكتب الصوفية بسبب قراءتهم لبعض الكتب التي تنتقده وتصدّ عنه والتي يحاولون فيها بلا جدوى ولا دليل متين صدّ المسلمين عن طريق أهل الذوق، ولكنّ بعض هؤلاء المسلمين لا يلبث أن يُدرك الحجج الواهية التي يأتي بها هؤلاء ويدرك حقيقة أقوال العارفين بالله ومرادهم من خلال كتب منتقديهم.

ونحن لا يمكن أن ننكر وجود بعض من يدّعي التصوف من الذين بالغوا فيه وانحرفوا إلى اتجاهات كثيرة ربما أخرجتهم عن الإسلام، وقد أنكر الشيخ محي الدين رحمه الله ذلك في رسالته "روح القدس"،[3] ولكن الحقيقة أيضاً أن المنكرين ذهبوا بعيداً في إنكارهم وبالغوا فيه من غير بيّنه؛ فنسبوا كل منتسبٍ إلى التصوف إلى الفسق والفساد ورموه بالكفر وشنّعوا عليه بأقبح الكلمات، وهم بذلك ما يظلمون إلا أنفسهم، نسأل الله لهم المغفرة وأن يجزيهم على حسن نواياهم وليس على سوء أفعالهم.

أنصار الشيخ الأكبر

فعلى الرغم من وجود المنكرين والمنددين، لم يخل الزمان من المريدين المحبين الصادقين الذين عشقوا علوم الشيخ الأكبر وتذوقوا بعض ما جاء به من المعرفة فتفانوا في الدفاع عنه وتوضيح حقيقة أقواله وما نُسب إليه فقاموا بشرح كتبه الكثيرة وخاصة فصوص الحكم الذي يوجد له أكثر من مائتي شرح معظمها لا يزال مخطوطاً والذي ترجم في العصر الحديث للعديد من اللغات العالمية.

وسنذكر هنا بعض العلماء الذين برز اسمهم في هذا المجال مرتبين على القرون التي تلت وفاة الشيخ محي الدين ابن العربي بدءً من القرن السابع الهجري إلى القرن الحالي الخامس عشر، والتقسيم تقريبي حسب النشاط العلمي وتاريخ الوفاة.



[1] حلية الأولياء و طبقات الأصفياء، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي-بيروت، 1980.حلية الأولياء، ج7ص370.

[2] زيادة الجامع الصغير والدرر المنتثرة، 1319.

[3] روح القدس: ص3-5.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!