موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الخلاصة

وهكذا غابت شمس محي الدين ابن العربي في مهد الحضارات وأقدم المدن دمشق، بعد أن ملأت الكون نوراً وأنارت العقول بالعلم والقلوب بالمعرفة؛ فما غابت على الحقيقة ولكنها احتجبت لأنه رضي الله عنه لا يزال حيّاً يُرزق في قلوب أبنائه الصالحين، الذين يدعون له حالاً ومقالاً كلما قرؤوا كلمة من كلماته وكلما أضاء لهم مصباح علومه التي بثّها صدقات جارية في كتبه المختلفة التي تهدي إلى معرفة الله تعالى، فيُرزق بذلك جميعَ حسناتهم كما أنه هو ومن تبعه وجميع العلماء ومن تبعهم ليسوا سوى حسنة في كتاب سيد الخلق سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم الذي أُرسل رحمة للعالمين؛ فكما قال سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: الناس موتى وأهل العلم أحياءُ.

وبعد وفاته، رحمه الله تعالى، برز العديد من تلامذته ومريديه ومحبيه على مدى القرون الثمانية الماضية، مثل صدر الدين القونوي وعبد الرزاق القيشاني وعبد الكريم الجيلي وعبد الغني النابلسي وعبد الوهاب الشعراني، والكثير غيرهم من الشيوخ والمفكرين. ولكن علوم الشيخ الأكبر لم تلق الأذن الصاغية عند بعض العلماء الذين أنكروها وانتقدوه وكفّروه بسببها وألّفوا الكتب الكثيرة في الردّ عليه والتشنيع به، وكان من أبرزهم الشيخ برهان الدين البقاعي وشيخ الإسلام تقيّ الدين ابن تيمية.

ومن جهة أخرى فإن أكثر الناس لم يعيروه أي اهتمام ولم يكترثوا بما في كتبه لا إيجاباً ولا سلباً، وقد يوجد الكثير من الناس الذين يعيشون قرب ضريحه الشهير في دمشق في الحيّ الذي يُعرف باسمه، وهم لا يعرفون شيئاً عنه وعن مؤلفاته الشهيرة التي ملأت مكتبات العالم.

ولكن الصورة بدأت تتغير تدريجيا في العصر الحديث مع ازدياد عدد المهتمين بعلومه وكتبه وخاصة بعد ترجمة بعضها إلى اللغات الأجنبية وتأسيس الجمعيات العالمية التي تهتم به وبمؤلفاته وتنشر البحوث الكثيرة عنه وتقيم المؤتمرات الدولية لإحياء تراثه، وكذلك بدأت الجامعات في شتى أنحاء العالم بدراسة فكره وفلسفته وتأثيره على المفكرين في العالم العربي والإسلامي والغربي.

اختلاف الناس حول الشيخ الأكبر

فلا تزال شمس ابن العربي ساطعة في الغرب والشرق على مدى الأجيال، لأنه لم يكن نزوة سافرة ولا فترة عابرة، بل كان نبراساً لا ينطفئ ومدداً لا ينقطع، وسحاباً هامعاً ونوراً ساطعاً، ولكن من الناس من يبهره النور فيعميه ومنهم من يكون له نورا على نوره فيهديه، ومنهم كذلك من لا ينظر إليه ولا يهتم به فيبقى على ما هو فيه.

قال الإمام عبد الرؤوف المناوي: "وقد تفرّق الناس في شأنه شيعاً وسلكوا في أمره طرائق قدداً؛ فذهبت طائفة إلى أنه زنديق لا صدّيق، وقال قوم إنه واسطة عِقد الأولياء ورئيس الأصفياء، وصار آخرون



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!