موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


عن خمس وعشرين ألف ميل (أي ما يعادل دورة واحدة حول الكرة الأرضية) من الفيافي والسهول والجبال، وبعد أن أدى الشيخ أسمى رسالة في نقل تجربته الروحية الفريدة التي كانت وستكون مثالا للأجيال من النساء والرجال، عرجت روح ابن العربي الطاهرة إلى بارئها، كما رجعت إلى ترابها ومائها الأوصال. ولكنّ ذكره ما زالت تتعطر بطيبه النفوس، وبحار علومه ما زالت تجول في عرضها وتغوص في أعماقها العقول والقلوب والأسرار، فكما قال الله تعالى في سورة الرعد ((... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ [17])).

قبة الحجرة التي فيها مقام الشيخ محي الدين في مسجده في دمشق

ففي ليلة يوم الجمعة الثاني والعشرين[1] من ربيع الآخر سنة 638 (الموافق 9 تشرين الثاني نوفمبر 1240 للميلاد)[2] توفي الشيخ محي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي رضي الله عنه عن عمر يقارب الثمانية والسبعين سنة قمرية (سبع وسبعين سنة و سبعة شهور وخمسة أيام) وهو يزيد عن الخمس والسبعين سنة شمسية (خمس وسبعون سنة وثلاثة شهور واثني عشر يوما)، وكانت وفاته في دار القاضي محي الدين ابن الزكي، وغسله الجمال ابن عبد الخالق ومحي الدين، وكان عماد الدين ابن النحاس يصب عليه الماء، وحُمل إلى جبل قاسيون ودُفن رحمه الله تعالى بتربة بني الزكي في سفح الجبل،[3] ويوجد قبره الآن في طرف المسجد الذي بناه السلطان سليم العثماني حين فتح دمشق سنة 922/1516، وتسمى المنطقة التي فيها ضريحه باسم منطقة أو حيّ الشيخ محي الدين.



[1] حسب المقرِّي في "نفح الطيب" (ج2ص162) فإن تاريخ وفاة الشيخ محي الدين هو ليلة الجمعة 28 ربيع الثاني 638، ولكن الكثير من المراجع الأخرى فالتاريخ الذي ذكرناه هو الصحيح كما ذكره أبو شامة (توفي 665/1266 وهو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، شهاب الدين أبو القاسم المقدسي الأصل، الدمشقي، الشافعي، المعروف بأبي شامة، لشامة كبيرة كانت فوق حاجبه الأيسر، ومن كتبه : كتاب الروضتين في أخبار الدولتين: الصلاحية والنورية، ذيل الروضتين، مختصر كبير ومختصر صغير لتاريخ ابن عساكر، وغيرها.) الذي حضر جنازة الشيخ الأكبر. انظر أيضاً "البداية والنهاية" لابن الكثير، ج13ص183.

[2] يقرر بعض الباحثين تاريخ وفاة ابن العربي على التقويم الميلادي أنه 10/11/1240 (كما يقول وليام جيتيك في الموسوعة الإيرانية) أو 8/11/1240 (كما يقول ستيفين هرتنشتاين في "الرحمن المطلق، الحياة الروحية والفكرية لابن عربي"، ص218)، ولكنني اخترت يوم 9 لأنه يوم جمعة وقد قررت المصادر التي أرّخت تاريخ وفاته أنّه ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 638 للهجرة.

[3] انظر في "الوافي بالوفيات": ج4ص173، "فوات الوفيات": ج3ص435، "البداية والنهاية": ج13ص156، "شذرات الذهب": ج5ص190، "التكملة": ص652، "الذيل والتكملة": ج6ص493، "النجوم الزاهرة": ج6ص339، "مرآة الزمان": ص736، "لسان الميزان": ج5ص211.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!