موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فاختل لذلك عليه كثير من بلاد الأندلس وكادت تعود إلى حالها الأول لا سيما بعد أن قامت دعوة ابن تومرت وبدأ أمر الموحدين يظهر.[1]

دولة الموحدين

نشأت دولة الموحدين أول أمرها في المغرب ثم وصلت حدودها من طرابلس شرقاً إلى المحيط الأطلسي ثم امتدت إلى الأندلس. ومؤسس هذه الحركة هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت (485/1092-524/1130) وهو من قبيلة زناتة البربرية، وكان يدعو إلى مذهب التوحيد فعُرف أصحابه بالموحدين وتلقب بالمهدي. بدأ في سنة 515/1121 كآمر بالمعروف وناه عن المنكر وكان قد رحل إلى المشرق سنة 501/1107 في طلب العلم وانتهى إلى بغداد. وقيل أنه ذُكر للغزالي ما فعل أمير المسلمين بكتبه التي وصلت إلى المغرب من إحراقها وإفسادها وابن تومرت كان حاضرا في ذلك المجلس فقال الغزالي حين بلغه ذلك: ليذهبن عن قليل ملكه وليقتلن ولده وما أحسب المتولي لذلك إلا حاضراً مجلسنا! وكان ابن تومرت يحدّث نفسه بالقيام عليهم فقوي طمعه وكرّ راجعاً إلى الإسكندرية ثم إلى بجاية فأظهر بها تدريس العلم والوعظ واجتمع عليه الناس ومالت إليه القلوب فأمره صاحب بجاية بالخروج عنها حين خاف عاقبته فخرج منها متوجهاً إلى المغرب فنزل بضيعة يقال لها ملالة على فرسخ من بجاية وبها لقيه عبد المؤمن بن علي وهو إذ ذاك متوجه إلى المشرق في طلب العلم. فلما رآه محمد بن تومرت تفاوض معه واتفقا على إحياء العلم وإخماد البدع والجهاد في سبيل الله. وخرج ابن تومرت متوجهاً إلى مدينة تلمسان فأقام بمسجد بظاهرها يعرف بالعبّاد جارياً على عادته، وهو المكان الذي سيزوره الشيخ محي الدين مرارا كلما زار تونس لأنه كان مكانا شهيرا يؤمّه المتصوفون.

بدأ ابن تومرت يعلم الناس الذين اجتمعوا حوله وازداد روّاده بسرعة وكان له في النفوس هيبة وفي الصدور عظمة فلا يراه أحد إلا هابه وعظم أمره، وكان شديد الصمت كثير الانقباض؛ إذا انفصل عن مجلس العلم لا يكاد يتكلم بكلمة. ثم صنّف لهم الكتب وكان على مذهب أبي الحسن الأشعري في أكثر المسائل إلا في إثبات الصفات فإنه وافق المعتزلة في نفيها وفي مسائل قليلة غيرها ويقال إنه يبطن شيئاً من



[1] للمزيد من المعلومات حول هذه الفترة راجع كتاب: الأندلس في نهاية المرابطين ومستهل الموحدين عصر الطوائف الثاني 510/1116-546/1151، تأليف عصمت عبد اللطيف دندش، دار الغرب الإسلامي، 1988. ولمعلومات عن دولة المرابطين راجع كتاب: أضواء جديدة على المرابطين، للمؤلف عصمت عبد اللطيف دندش، دار الغرب الإسلامي، 1991. وانظر كذلك في كتاب: دولة الإسلام في الأندلس (عصر المرابطين والموحدين)، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1964.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!