موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وعشرين، وآخر ليلة في شهر رمضان. وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وذلك على أكثر من أربعين قول ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري،[1] وأغلب العلماء يقولون أنها في أوتار العشر الأواخر من رمضان، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجاوز في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".[2]

قال الله تعالى في سورة القدر: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [1] وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [2] لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [3]))، وقال في سورة الدخان: ((حم [1] وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ [2] إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [3]))، ولأن الله تعالى يقول في سورة البقرة: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... [185]))، فيعتقد الكثير من العلماء أنها لا تكون في غير شهر رمضان.

ولكن الحقيقة، كما يقول الشيخ محي الدين أنها قد تكون في أي يوم من أي شهر ولكنها أكثر ما تكون في أوتار العشر الأواخر من شهر رمضان. فهو يقول في الباب الواحد والسبعين عند حديثه عن قيام ليلة القدر أنه رآها في شعبان وفي شهر ربيع وفي شهر رمضان، وأكثر ما رآها في شهر رمضان وفي العشر الآخر منه، ورآها مرّة في العشر الوسط من شهر رمضان في غير ليلة وتر وفي الوتر منها، ويضيف أنه على يقين من أنها تدور في السنة في وتر وشفع من الشهر الذي تُرى فيه.[3]

ويضيف الشيخ محي الدين في الباب الثاني والثلاثين وأربعمائة أن الله أنزل الكتاب فرقاناً في ليلة القدر ليلة النصف من شعبان وأنزله قرآناً في شهر رمضان إلى السماء الدنيا، ومن هناك نزل في ثلاث وعشرين سنة فرقاناً نجوماً ذا آيات وسور.[4]

المطاطين والسقاطين (ليلة الاثنين 28 ربيع الآخر 631/1234)

يقول الشيخ محي الدين رضي الله عنه أنه رأى الحق في النوم ليلة الاثنين الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وستمائة وهو ينهاه عن مجالسة ثلاثة أصناف من الناس: المطاطين والسقاطين، وأنسي الثالثة. فسأل ابن العربي: يا رب، وما المطاطون؟ فقال: الذين يمدّون العالم إلى غير نهاية في الابتداء، وإني ابتدأت العالم بالخلق. فقال ابن العربي: وما السقّاطون؟ فقال تعالى: الذين يأتون بسِقط الكلام ليضحكوا به الناس، وهي من سخط الله، فإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيهوي بها في النار سبعين خريفا.[5] فقال ابن العربي في النوم شعرا:[6]



[1] "فتح الباري"، لابن حجر العسقلاني، ج4 ص319، ص333-341.

[2] حديث متفق عليه.

[3] الفتوحات المكية: ج1ص658، ج4ص486.

[4] الفتوحات المكية: ج3ص94.

[5] رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (6113)، ورى مثله مسلم في (2988)

[6] الديوان: ص301.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!