موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الدين ابن العربي فإن الوجود هو كلمات الله تعالى التي لا تنفد، فهؤلاء الأنبياء السبعة والعشرون الذين سمّى الشيخ محي الدين أسماء فصوص (أي أبواب) هذا الكتاب على أسمائهم هم سبعة وعشرون كلمة من كلمات الله تعالى، التي لو كان البحر، يمدّه من بعده سبعة أبحر، مداداً لها لنفد البحر قبل أن تنفد هذه الكلمات.

رؤيته الهوية الإلهية (سورية، الأربعاء 4 ربيع الآخرة 627/1230)

في الفصل السابع والعشرين من الباب الثامن والتسعين ومائة، وفي أثناء حديثه عن مراتب الطبيعة الأربعة: النار والهواء والتراب والماء، ذكر الشيخ محي الدين أنه في ليلة تقييده لهذا الفصل، وهي الليلة الرابعة من شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وستمائة الموافقة ليلة الأربعاء الذي هو الموفى عشرين من شباط، رأى في الواقعة "ظاهر الهوية الإلهية وباطنها" شهوداً محققاً. ويقول واصفاً:

رأيت في الواقعة ظاهر الهوية الإلهية وباطنها شهوداً محققاً ما رأيتها قبل ذلك في مشهدٍ من مشاهدنا، فحصل لي من مشاهدة ذلك من العلم اللذة والابتهاج ما لا يعرفه إلا من ذاقه فما كان أحسنها من الواقعة "ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة".

ثم وضع الشيخ رضي الله عنه صورة ما رآه تمثيلاً في هامش الكتاب كما هو وقال: "فمن صوّره لا يبدّله". ولذلك نسخناه من مخطوطة قونية للفتوحات المكية التي بخط يده، ووضعناه هنا كما تراه على هامش الصفحة من المخطوطة:»
ويصف الشيخ محي الدين ما رآه فيقول إن الشكل الذي رآه هو:

نور أبيض في بساط أحمر له نور أيضاً، في طبقات أربع صورة، وأيضاً روحها في ذلك البساط في الطرف الآخر في طبقات أربع؛ فمجموع الهوية ثمانية في طرفين مختلفين من بساط واحد. فأطراف البساط ما هي البساط ولا غير البساط، فما رأيت ولا علمت ولا تخيّلت ولا خطر على قلبي صورة ما رأيت في هذه الهوية. ثم إنها لها حركة خفيّة في ذاتها أراها وأعلمها من غير نقله ولا تغيّر حال ولا صفة.[1]

في الحقيقة إن رؤية الشيخ محي الدين للعالم والخلق وعلاقته بالخالق سبحانه تُعتبر رؤية فريدة من نوعها وهي في الحقيقة نظرية فلسفية متكاملة لم تُدرس من قبل، ربما بسبب تعقيدها وعمقها وقد يكون هذا هو السبب الذي أدّى إلى أن ينتقده بعض الشيوخ والعلماء الذين لم يستطيعوا الخوض في أعماق



[1] الفتوحات المكية: ج2ص449.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!