موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يتعجب من ذلك ويعلم أن ذلك ليس غيره ولا هو هو، ومن هناك، كما يقول الشيخ، عرف المكلَّف والتكليف والمكلِّف.[1]

مقام مُلك المُلك (دمشق)

ومقام ملك الملك مقام عزيزٌ ذكره الحكيم الترمذي وكان لأبي يزيد البسطامي، وقد شرح الشيخ محي الدين هذا المقام في جوابه على السؤال السادس عشر من مسائل الترمذي في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات المكية في جوابه على الأسئلة التي وضعها الترمذي في كتاب "ختم الأولياء".[2]

وفي دمشق لقي الشيخ محي الدين رجلاً كان له مثل هذا الحال، بل يقول إنه ربما كان أمكن فيه من الشيخ أبي يزيد حيث يقول إنه قعد معه يوماً بجامع دمشق فذكر له هذا الرجل حاله مع الله وما يجري له معه في وقائعه، فقال له أن الحق ذكر له عِظم ملكه فقال له: يا رب ملكي أعظم من ملكك! فقال له الحق: كيف تقول؟ وهو أعلم، فقال له: يا رب لأن مثلك في ملكي، فإنك لي تجيبني إذا دعوتك وتعطيني إذا سألتك، وما في ملكك مثلك! قال: فقال له الحق: صدقت.

فيقول الشيخ محي الدين: وما رأيت أحداً ذهب إلى ما يقارب هذا المذهب أو هو هو سوى محمد بن علي الترمذي الحكيم، فإنه يقول في هذا المقام "مقام ملك الملك".

ثم يضيف الشيخ محي الدين ويقول إن هذا الرجل كان يبكي أدباً مع الله ويقول للشيخ محي الدين: يا أخي هو يجرئني عليه ويباسطني، فكان الشيخ الأكبر يقول له: إذا كان الله يفرح بتوبة عبده كما قاله عنه رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فكيف يكون نظره إلى العارفين به.[3]

التعليم عن بعد (دمشق)

كما أن التكنولوجيا الحديثة بدأت تكسر الحواجز وتتخطى حصار المكان فأصبحت طرق الاتصال تكاد تفوق حدود الخيال، كذلك قد كسر الصوفية هذه الحواجز منذ زمن بعيد حيث كانوا يتواصلون بشكل آني رغم بعد المسافات وعدم وجود طرق الاتصالات. وقد بدأ العلم الحديث يكتشف إمكانية وجود هذا النوع من الاتصال عن بعد وهو ما يسمى في علم ما وراء النفس (الباراسيكولوجيا) بالاتصال عن بعد (التيليباثي) وما شابه ذلك من الظواهر التي لم يستطع العلم فكّ ألغازها رغم أنه أثبت وجودها. فكذلك رأينا في الفصل الثاني كيف كان الشيخ محي الدين يلتقي بالشيخ أبي مدين وبعض مريديه من الأبدال، وكذلك بمن فارق الحياة منذ زمن أمثال أحمد بن هارون السبتي وأبي عبد الرحمن السلمي وغيرهم كما ذكرنا في الفصل الرابع.



[1] الفتوحات المكية: ج1ص250.

[2] الفتوحات المكية: ج2ص50.

[3] الفتوحات المكية: ج2ص410.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!