موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أن الشيخ محي الدين قال عند ذكره لورد يوم الثلاثاء:

ظهر علي شيخان مهيبان فِي خلوة فِي جبل الفتح سنة 610، فقَالَ أَحدُهما: اِرو عني إِلى كُلِّ صَادقٍ وَإِلى كُلِّ مُريدٍ فائِقْ: "ربِّ أَدخلني فِي بحرِ أَحَدِيَّتِكَ"، وَقَالَ الآخرُ: اِنقل عني إِلى كُلّ من تسبّبَ: "ربِّ أَكرِمني بشُهُوْدِ أَنوارِ قُدسِكَ".

ثم يقول الناسخ أن الشيخ الأكبر قال إن هذا الدعاء والثناء الشريف يؤدي للكشف والقربة إلى الله تعالى.[1]

هناك مكانين على الأقل في التاريخ الإسلامي يُعرفان بجبل الفتح، الأول هو جبل طارق في الأندلس، والثاني هو جبل يقع شمال شرق بلاد الروم في منطقة جورجان وأذربيجان.[2] فيبدو أن الشيخ محي الدين كان في هذه الفترة هناك في هذه المناطق الجبلية الوعرة قريبا من بلاد الهند يقضي بعض الأوقات معتزلا عن الناس، وربّما هذا ما يفسر قلة ذكره لسنة 609 وسنة 610 وكذلك عدم وجود مخطوطات فيها سماعات تعود لهذا التاريخ.

إقامته في مكة للمرة الثالثة (611/1214)

ففي سنة 611 نجد الشيخ محي الدين في مكة المكرمة من جديد حيث يقضي بها مناسك الحج، وهناك قام الشيخ محي الدين بتأليف ديوانه البديع "ترجمان الأشواق".

ترجمان الأشواق (مكة، رجب-شعبان-رمضان 611/1214)

لقد ذكرنا أعلاه شيئاً عن سبب تأليف الشيخ محي الدين ابن العربي لكتابه الشهير "ترجمان الأشواق" وقلنا أنه خصصه لمدح نظام بنت الشيخ أبي شجاع بن رستم الأصفهاني التي عرفها في مكة سنة 598 عندما قدم إليها لأول مرة قادما من المغرب. وعلى خلاف ما ذكر عثمان يحيى رحمه الله في تصنيفه لكتب ابن العربي،[3] فإن الشيخ محي الدين لم يكتب هذا الكتاب في ذلك الوقت، ولكن ربما كتب بعض القصائد التي ضمّها هذا الكتابُ على فترات متباينة، ابتداءً من سنة 598 ثم جمعها في كتاب واحد في هذه السنة في مكة خلال الفترة من شهر رجب إلى شهر رمضان. فمن الملاحظ أولا أن الشيخ محي الدين عندما يذكر أبا شجاع في مقدمة ترجمان الأشواق يترحّم عليه، مما يعني أنه كتب ذلك بعد موته الذي كان سنة 609/1212.[4] يضاف إلى ذلك أنه في كثيرٍ من قصائده يشير إلى أماكن محددة في بغداد والبصرة والتي لم



[1] مكتبة الأسد، مخطوط رقم 10043.

[2] ذكره ابن خلدون في تاريخه: ج2ص172-176، وهو غير جبل الفتح (جبل طارق) الذي ذكره أيضاً في مواضع كثيرة.

[3] مؤلفات ابن عربي: ص249.

[4] ابن العماد، "شذرات الذهب": ج5ص37.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!