موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


"والله ينفعني بوصيتي ويجازيني على نيتي والسلام عليك ورحمة الله وبركاته".[1]

سنة 610/1113

ذكرت كلوديا عداس في كتابها عن حياة الشيخ محي الدين ابن العربي أنه كان في هذه السنة 610 في حلب وأنه قام بقراءة كتاب التجليات هناك.[2] ولكن يبدو أن هناك خطأ في هذا التحديد، لأن المرجع الذي تعتمد عليه، وهو تعليقات ابن سودكين على كتاب التجليات، يذكر أن هذه التعليقات قام بها ابن سودكين النوري بناءً على موافقة الشيخ محي الدين بعد أن انتقدها أحد الأصحاب في سنة 610 وكان الشيخ غائبا، فلما قدم الشيخ محي الدين إلى حلب أخبره ابن سودكين فأذن له الشيخ محي الدين بكتابة التعليقات التي كتبها. ولكن ليس هناك أي إشارة تدلّ على تاريخ قدوم الشيخ محي الدين إلى حلب، ربّما يكون في نفس هذه السنة 610، وربّما يكون خلال سنة 611 قبل أن يذهب إلى مكة للحج، أو بعد أن يأتي منها، كما سنرى بعد قليل. ولكن، مع أن التاريخ الذي ذكره ابن سودكين أن الانتقادات وُجّهت سنة 610، إلا أن مشافهة الشيخ محي الدين بها والتعليقات عليها قد تكون حدثت بعد ذلك بكثير، ربما سنة 617 حيث سنجد الشيخ محي الدين في حلب على وجه التأكيد يقرأ على تلاميذه كتاب القربة وكتاب العظمة وغيرها.

في الحقيقة يبدو أن الخطأ الذي وقعت به كلوديا عداس في تحديد هذه السنة سببه عثمان يحيى محقق كتاب التعليقات على التجليات، وذلك لأنه يقول في مقدمته أنه على الرغم من أنه غير متأكد من تاريخ تأليف كتاب التجليات نفسه (وقد ناقشنا ذلك أعلاه وأنه كان سنة 606 على الأغلب) إلا أنه بالنسبة لتعليقات ابن سودكين فهو "على علمٍ تامٍّ بها من حيث الزمان والمكان والمناسبة التاريخية"، ثم ذكر كلام ابن سودكين عن انتقاد الكتاب سنة 610. ولكن كما قلنا فإن كلام ابن سودكين لا يعني أبداً أن التعليقات تمّت فعلياً في هذه السنة.

أين كان الشيخ محي الدين سنة 610/1113؟

فماذا يعني قول ابن سودكين أن الشيخ محي الدين "كان غائبا" حين انتُقد كتاب التجليات سنة 610؟ ونحن نعلم أن ابن سودكين كان مثل بدر الحبشي لا يفارق الشيخ محي الدين أبداً منذ أن تعرّف عليه في مصر سنة 603!

نجد الجواب على ذلك في أخد مخطوطات الأدعية التي تركها الشيخ محي الدين رضي الله عنه، وهي ما يعرف باسم "أوراد أيام الأسبوع" التي يوجد منها العشرات بل المئات من المخطوطات حول العالم، ذكر عثمان يحيى بعضاً منها في تصنيفه.[3] ففي مخطوطة موجودة في مكتبة الأسد بدمشق ذكر الناسخ



[1] الفتوحات المكية: ج4ص548، وكذلك؛ محاضرة الأبرار: ج2ص456-457.

[2] البحث عن الكبريت الأحمر: ص306.

[3] مؤلفات ابن عربي: ص221-213.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!