موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


قونية أنه أرسل رسالة إلى صاحبه الذي بعث يسأل عنه وصادف ذلك ليلةً كانت قاسية على الشيخ الأكبر لم ير مثلها من شدّة ما تجلّى له من حكم القضاء والقدر، فردّ الشيخ محي الدين على صاحبة بكتاب يشرح له فيه ذلك، فكان هذا الكتاب مؤثراً بحيث أدى بصاحبه إلى إطالة التفكّر فيه مما أدى إلى وفاته بعد أيام. وفي هذا الكتاب يدعو الشيخ محي الدين صاحبه هذا باسم "شهاب الدين"، ولا نعلم من الشيوخ الذين يذكرهم الشيخ الأكبر شخصاً باسم شهاب الدين غير السهروردي الذي ذكره في الفتوحات المكية أربعة مرات، ثلاثة منها باسم "شهاب الدين السهروردي" والرابعة باسم "شهاب الدين" فقط، وهي التي نتكلّم عنها هنا. ورغم أن هذه الفرضية ستغيّر الكثير مما هو معروفٌ عن تاريخ الشيخ الأكبر أنه استقرّ في دمشق منذ سنة 620، ولكن من غير المستبعد أنه يغادر إلى المدن الأخرى التي زارها كثيراً من قبل مثل قونية وبغداد ثم يعود إلى دمشق.

بالإضافة إلى ما ذكرنا أعلاه فإنه يتضح من القصة التالية التي سنرويها فيما يلي أن هذا اللقاء قد حصل وكان مشهوراً وكان في مكة المكرمة.

تفاخر سلطان إشبيلية بابن العربي (مكة 608/1212)

ذكر العيدورس في "النور السافر عن أخبار القرن العاشر" حكاية غريبة وقعت للشيخ ابن العربي تدلّ على فضله العظيم، وقال إنه ذكر بعض المعتنين بأخباره والمدونين لمحاسن آثاره أن صاحب إشبيلية أرسل مالاً عظيماً إلى مكة المكرمة وأوصى الوكيل أن لا يفرّق هذا المال إلا أعلم أهل الأرض، واتفق أنه اجتمع في تلك السنة بمكة من المشايخ والعلماء والفقهاء ومن كلّ ذي فنّ من العلوم ما لم يجتمع في عصر من الأعصار. ويضيف العيدورس أنها هي نفس السنة التي اجتمع فيها الشيخ شهاب الدين السهروردي بالشيخ محي الدين رضي الله عنهما. فيقول الراوي أنه أجمع الكل على الشيخ محي الدين رضي الله عنه، وأن لا يفرّق المال سواه، ففرّقه.

ثم يضيف الراوي فيقول إنه لما فرغ الشيخ محي الدين من تفريق المال قال: لولا من خوفي خرق الإجماع لامتنعت! فقال له بعض أصحابه: لِم يا سيدي؟ قال: ما أُريدَ به وجهُ الله، بل أريد به التفاخر. فقال له: بيّن لي ذلك! فقال الشيخ: إن صاحب الغرب أراد أن يفتخر بي على سائر ملوك الأرض، إذ قد علم أنّه لا يفرّقه سواي، فما أراد به وجه الله تعالى، بل أراد التفاخر.

فيقول الراوي: فبلغ ذلك المجلس إلى صاحب إشبيلية فبكى، وقال: صدق الشيخ هذا أردت.[1]

الرحلة نحو الشمال، الدورة الثالثة (608/1211-611/1214)

في الواقع لا توجد دلائل قوية على ما سنذكره في هذه المرحلة من سنة 608 إلى سنة 611



[1] النور السافر عن أخبار القرن العاشر، العيدروس، ص172.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!